عودتنا الأسواق أن المخاوف لا يمكن التهاون بها وبداية يجب أن نحدد ما هي المخاطر التي يتوقع ان تتعرض لها الأسواق العالمية ومن ثم معرفة تبعاتها
أهم المخاطر القريبة التي نراها ترتبط بجانب منها بالانتخابات الرئاسية الفرنسية ومن جانب آخر الحرب التجارية الممكنة بين الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الاقتصادات الكبرى
فالانتخابات الفرنسية كما ذكرنا مراراً يمكن أن تؤدي إلى انهيار مشروع الاتحاد الأوروبي ووحدة منطقة اليورو وبالتالي غياب جزء كبير من قيمة اليورو بين ليلة وضحاها
يمكننا أن نتذكر ما حدث لبريطانيا حيث بمجرد ان صوتت بالخروج من الاتحاد الأوروبي فقدت عملتها 20% من قيمتها وهو ما يجعلنا نتوقع انخفاضات كبيرة في اليورو في حال فوز مارين لوبان برئاسة الجمهورية في مايو القادم وعندها سنرى اليورو دون مستوى التعادل ويغلب أن يصل مستويات الـ 0.90
ليس هذا فقط بل سنشهد حينها تخبط كبير في سوق الأسهم سيدفع مؤشرات الأسهم الأوروبية للهبوط بداية ومن ثم تعوض من خسائرها تدريجياً كما حدث مع مؤشرات الأسهم البريطانية التي عاودت الارتفاع بسبب تراجعات الإسترليني وعدم تفعيل الطلب الرسمي بالخروج من الاتحاد
مؤشرات الأسهم الأمريكية أيضا يتوقع أن تشهد تراجعات قبل أن تعود لتعوضها فيما بعد
بالطبع فوز مارين لوبان لا يعني خروج تلقائي لفرنسا من الوحدة الأوروبية ولكن يعني احتمالية كبيرة لذلك واقتراب هذا الخطر أكثر من قبل ويجعل الأمر وكانه مسألة وقت وستسعر الأسواق أن الفرنسيين سيصوتون بالخروج في الاستفتاء القادم
أما العملات التي تعتبر ذات ملاذ آمن كالين الياباني فعندها نتوقع أن يعود إلى مستوى الـ 100 مجدداً مما سيعيد الضرر على شركات اليابان التي تعتمد على التصدير بشكل كبير مما سيدفع مؤشرات الأسهم للتراجعات الحادة
الفرنك أيضاً يتوقع في هذا السيناريو أن يقفز مما سيدفع الدولار للتراجع أمامه إلى مستويات 0.95 وبالطبع فإن البنك الوطني السويسري سيصرح أنه يتدخل في سوق العملة كالعادة لإضعاف الفرنك
الذهب كملاذ آمن يتوقع حينها أن يقفز مجدداً إلى مستويات بين 1300$ إلى 1350$ للأونصة والفضة يتوقع أن تعود إلى مستويات بين 20$ و21$ للاونصة
أما العوائد على السندات الألمانية فيتوقع أن تسجل انخفاضات قياسية قوية بعكس العوائد على السندات السيادية الفرنسية التي يتوقع أن تقفز بقوة بسبب مخاطر الإفلاس التي تتعرض لها فرنسا كونها ستعود إلى العملة القديمة الفرانك
النفط يتوقع حينها أن يتراجع بقوة ويتوقع أن نشاهده بين مستويات الـ 45$ إلى 50$ مجدداً جراء المخاوف من تعرض الطلب العالمي للتراجع
هذا السيناريو يرتبط بفوز مارين لوبان بانتخابات فرنسا ويمكن مضاعفة تلك الآثار السلبية على الأسواق في حال فرضت أمريكا رسوم على الواردات وردت أوروبا والصين والشركاء التجاريين بفرض رسوم مشابهة على صادرات اميركا
وهنا نرى أن أي تعزز لفرص فوز لوبان بالانتخابات ستسير معها الأسواق بهذا الاتجاه ولأن الاستطلاعات تشير إلى أنها ستفوز بالجولة الأولى وتنتقل للجولة الثانية من الانتخابات فبالتالي يتوقع أن نشهد استمرار هذه المخاوف في الأسواق حتى تتيقن الأسواق خسارتها بانتخابات 7 مايو
المخاطر من الحرب التجارية بين اميركا والشركاء هي الأقرب كون الرئيس ترامب سيعلن تفاصيل الإصلاح الضريبي قبل الانتخابات الفرنسية
وبهذا الإعلان يتوقع أن يعدل من الرسوم المفروضة على الواردات بفرض ضريبة عليها قد تصل إلى 20%
ولذا عزيزي المستثمر إذا كنت منكشف على الأسهم العالمية ومتخوف مما قد يحدث في الأسابيع القليلة القادمة فيمكنك أن تتحوط عبر شراء الأصول الآمنة كالين أو الذهب على سبيل المثال فإن زادت الأمور سوءاً فيمكنك أن تعوض من خلال حيازتها وإن سارت الأمور بشكل جيد على الاقتصاد العالمي فيمكن أن تحقق مكاسب من ارتفاعات الأسهم التي أنت منكشف عليها.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق