الدولار الأمريكي مازال محافظ على القوة التي اكتسبها من البيانات الإيجابية لتقرير الوظائف في القطاع غير الزراعي الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي وجاء أفضل بكثير من التوقعات، كما تراجعت معدلات البطالة في الولايات المتحدة أدنى مستوياتها منذ عام.
وشهدت العملة الأمريكية المزيد من الارتفاع مقابل سلة العملات الرئيسية في ظل انخفاض نشاط السوق بسبب عطلة عيد الفصح، مع بداية تداولات يوم الاثنين. كما ارتفعت أيضا العقود الآجلة مؤشرات الأسهم الأمريكية.
مؤشرات استمرار تعافي الاقتصاد الأمريكي:
أفادت وزارة العمل يوم الجمعة أن الوظائف غير الزراعية ارتفعت بمقدار 916 ألف في مارس، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2020، بينما انخفض معدل البطالة إلى 6٪. توقع الاقتصاديون الذين شملهم الاستطلاع من قبل داو جونز زيادة قدرها 675000 ومعدل البطالة بنسبة 6٪.
واستقبل المستثمرون تقرير التوظيف الأمريكي بتفاؤل كبير مما عزز الآمال في انتعاش اقتصادي أسرع، ودعم التوقعات بأن جميع الوظائف المفقودة خلال الوباء يمكن استردادها بحلول نهاية العام المقبل.
يعتبر تقرير الوظائف من أهم المؤشرات التي تعتمد عليها الأسواق في مراقبة أداء الاقتصاد، وارتفاعها بهذه القوة يعني أن الاقتصاد الأمريكي في الطريق الصحيح من أجل التعافي من أزمة كورونا بوتيرة أسرع مما كانت تتوقع الأسواق.
تعافي الاقتصادي، يعني ارتفاع معدلات الاستهلاك، والتي تؤدي بدورها إلى ارتفاع معدلات التضخم. هذا يعني أمرين، الأول هو ارتفاع العائد على سندات الخزينة الأمريكية وزيادة الطلب عليها، والذي يعني زيادة الطلب على العملة الخضراء.
الأمر الثاني، في حال تحقيق التعافي الاقتصادي في فترة أقصر مما كان متوقعا، فإن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يبدأ في التفكير في تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة، طبع هذا سيكون في صالح الدولار الأمريكي.
اليورو في موقف دفاعي مقابل الدولار الأمريكي:
في الأسبوع الماضي وصل اليورو دولار إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر عند 1,1700 قبل أن يرتد مصححا، بسبب ضعف الدولار بشكل رئيسي.
فالوضعية الوبائية في القارة العجوز غير مطمئنة على الإطلاق، مع عودة الكثير من البلدان إلى فرض إجراءات الإغلاق، في ظل حالة الفوضى والبطيء في عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا. وقد عبرت منظمة الصحة العالمية عن الوضعية قائلة إنها غير مقبولة.
تتسبب الموجة الثالثة من فيروس كوفيد في حدوث فوضى في أوروبا، حيث ارتفعت معدلات الإصابة. وتتجه ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، إلى إغلاق وطني، حيث ارتفعت حالات الإصابة المؤكدة إلى 2.833 مليون يوم الخميس، وهي أكبر زيادة منذ 14 يناير.
مع الصراع بين الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات حول القيود الصحية، مما يعيق استجابة البلاد للوباء في فرنسا، أعلنت الحكومة إغلاقًا وطنيًا ثالثًا، والذي سيشمل إغلاق جميع المدارس.
يبدو أن الوضع في أوروبا من المرجح أن يتدهور أكثر قبل أن يتحسن، خاصة وأن طرح اللقاح لا يزال بطيئًا مع استمرار الكثير من دول الاتحاد الأوروبي في فرض قيود على استخدام لقاح AstraZeneca.
على الصعيد الأساسي، سيصدر معدل البطالة في منطقة اليورو يوم الثلاثاء ومن المتوقع أن ينخفض من 9.0٪ إلى 8.8٪. من المتوقع أن تشير البيانات الصناعية الألمانية إلى النمو في يناير. من المتوقع أن ترتفع طلبيات المصانع بنسبة 1.0٪ يوم الخميس والإنتاج الصناعي بنسبة 1.2٪ يوم الجمعة. يصدر البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس محضر اجتماع الذي جرى في وقت سابق من هذا الشهر.
التحليل الفني لزوج اليورو دولار EURUSD:
على الرسم البياني اليومي السعر يتحرك في قناة سعرية هابطة والتي بدورها موجودة داخل قناة سعرية صاعد أكبر.
نلاحظ أن السعر قد تمكن من كسر المتوسط الحسابي 200 يوم (إعادة الاختبار).
كسر الحد السفلي للقناة السعرية الصاعدة ومستوى تصحيح فيبوناتشي 38,2 عند 1,1687، سيكون إشارة قوية لمزيد من الهبوط، وأول خط دفاعي موجود عند المستوى 1,1615.
في حالة استمرار حركة التصحيح المرتفعة فإن أقوى حاجز مقاومة موجود عند 1,1870 مع القاع السابق والحد العلوي للقناة السعرية الهابطة، أخير المتوسط الحسابي 200 يوم.