بعد الكثير من الدعاية الإعلامية، أخيراً بدأت اجتماعات البنوك المركزية في جاكسون هول. وسيكون تسليط الأضواء على خطابي رئيسة الفيدرالي يلين ورئيس المركزي الأوروبي دراغي (25 آب). ومن المتوقع أن تناقش رئيسة الفيدرالي يلين "الاستقرار المالي" والذي سيتضمن على الأرجح آراء حول الظروف المالية المتراجعة حالياً. وربما هذا نتيجةً لحرارة الصيف لكن السوق لا تزال غير مبالية ولا تتوقع أي شيء جديد من يلين. إلا أن جاكسون هول ليست لديها سمعة تحريك الأحداث بالنسبة للأسواق. وعلينا أن نتذكر تصريح دراغي المغير للعبة "سنفعل كل ما يتطلبه الأمر للحفاظ على اليورو". ويشير محضر اجتماع لجنة السوق الفيدرالية إلى أن الفيدرالي يتجه نحو تخفيض الميزانية قبل رفع معدلات الفائدة. وعلى الرغم من أن تخفيض الميزانية أقل دعماً للدولار الأمريكي إلا أننا نتوقع ارتفاعاً ملاحظاً مع بدء ظهور التفاصيل وأسلوب التنفيذ.
ويمكن الحكم من محضر الاجتماع الأخير للجنة السوق الفيدرالية المفتوحة إلى أن يلين قد تتحدث عن أن الزيادة في معدلات الفائدة قصيرة الأجل ستساعد على دعم الاستقرار المالي. حتى وإن ظلت التوقعات المستقبلية للتضخم متراجعة (التوقع المستمر للعوامل المؤقتة). وفي رأينا، امن المتوقع اعتبار الرسالة الواثقة للفيدرالي في هذا الاتجاه على أنها متشددة وداعمة لارتفاع الدولار الأمريكي. ومن وجهة نظرنا الأسواق تقلل من شأن مسار معدلات فائدة الفيدرالي بسبب التراجع الأخير ي البيانات الاقتصادية والمخاوف الزائدة بشأن قدرة إدارة ترامب على تحقيق الأهداف السياسية. وبلغ احتساب السوق لقيام الفيدرالي برفع معدلات الفائدة بـ25 نقطة أساس خلال عام 2017 40%. وإعادة الاحتساب ستؤدي إلى رفع العوائد قصيرة الأجل (العوائد الأمريكية لأجل عامين عند 1.31%) وعلى الأرجح ستفاجئ الأسواق. وتعتبر عملات مجموعة العشرة منخفضة العوائد على الأخص عرضة لارتفاع العوائد الأمريكية. وفيما يتعلق بدراغي، نعتقد أنه سيدع يلين تقود المناقشات حيث أن التلميحات بشأن السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي تدفع ثيران اليورو. وكشف محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي لشهر تموز أن الأعضاء قلقين بشأن مخاطر تجاوز أسعار صرف العملات.