ان الذهب انهى تداولات الاسبوع الماضي على استقرار بالقرب من مستوى 1100 دولار مستفيدا من الحالة النفسية التي اصابت الاسواق فوق صدور بيانات سوق العمل الامريكي عن شهر يوليو والتي لم تختلف كثيرا عن شهر يونيه الماضي الا ان طموح المستثمرين جعلنا جميعا نتوقع ان تكون البيانات الصادرة في قمة ايجابيتها. لكن صدرت ارقام الوظائف المستحدثة بــ 215 الف وظيفة فقط في حين كانت التوقعات تصب عند 223 الف وظيفة ولم تشفع كثيرا نسبة البطالة عند 5.3 % في تحسين الصورة الايجابية نظرا لان هذه النسبة لم تختلف كثيرا عن شهر يونيو الماضي.
المتابع لاسعار الذهب الاسبوع الماضي يدرك ان الاسعار لم تتحرك كثيرا بمقارنة سعر الافتتاح عن سعر الاغلاق في بورصة نيويورك عن مستوى 1095 دولار ولكن حالة الترقب التى لازمت الاسواق من بداية الاسبوع وتطلع الانظار الى بيانات سوق العمل رسمت حالة نفسية من الخيال التي صعدت بالدولار على حساب الذهب والفضة وباقي المعادن الثمينة وخصوصا وان اونصة الذهب لامست مستوى 1083 دولار اكثر من مرة خلال يومي الثلاثاء والاربعاء وصباح الجمعة وهذا ما جعل الذهب يزداد بريقا مع نهاية تداولات يوم الجمعة ويقترب من 1100 دولار للاونصة وينهي تداولات الاسبوع بالقرب منها مع ارتفاع حالة اليقين بان الذهب سوف يغير وجهته الايام القادمة نحو الصعود او على اقل تقدير لن يكون ضحية للدولار بمزيد من الانهيار والهبوط.
الفارق في ارقام بيانات سوق العمل المتحققة والمتوقعة ليس بالفارق الكبير ولكن حالة الضباب وعدم الوضوح نحو موعد تحريك اسعار الفائدة هو الذي سيطر على الاسواق نهاية الاسبوع وانهى الذهب والفضة على صعود مقابل هبوط لكل مؤشرات البورصات الامريكية ومعهم النفط وبعض العملات الاوربية وهذا يصب في عودة الطلب على الذهب كملاذ امن وليس كسلعة استثمارية في المقام الاول خصوصا وان نسبة تحريك اسعار الفائدة في سبتمبر تضاءلت كثيرا وقد تكون في العام القادم وليس في ديسمبر كما يتوقع المحللون.
الذهب سوف يستمر في تداولاته بنطاق ضيف لا يبتعد كثيرا عن المستوى الحالي لان مقاومات الصعود تتساوى مع مقاومات الهبوط وتتجه الاونصة الى مستوى 1110 دولار مع كل ضعف للدولار وتحسن في الاسواق الصينية والعكس قد يهبط بالاونصة الى دعم 1070 دولار.