هبط الذهب الى ادنى مستوى له منذ 22 فبراير الماضي ملامسا 1207 دولار، وقد ظهر الجمعة بتاثير بيانات سوق العمل الامريكية والتي كانت ايجابية فوق التوقعات، حيث كانت البطالة عند مستوى 5% واستحداث الوظائف اثمر عن 215 الف وظيفة عن شهر مارس.
وصعد الدولار مع هذه البيانات الى اعلى ضاغطا على العملات الاوروبية والمعادن الثمينة. وفقد الذهب اكثر من 30 دولار من اعلى مستوى وصل اليه يوم الخميس، ورغم ان الاغلبية توقعت بيانات سوق العمل ستكون على ايجابية كعادتها بعد كل اجتماع للفيدرالي الا ان صدورها بايجابية اكبر هبط بالذهب من مستوى 1246 دولار صباح الجمعة الى 1207 دولار.
ولولا قوة الشراء الفعلية التي دعمت الاسعار مع كل مراحل الهبوط لكانت الاونصة كسرت الحاجز النفسي 1200 دولار، ورغم هذا الهبوط الا ان بريق المعدن الاصفر اكد ان الذهب هو الملاذ الامن، رغم كل الضغوط والشاهد على هذا ان الذهب انهى تداولات الجمعة عند مستوى 1223 دولار للاونصة بفارق صعود قدره دولارين عن سعر الافتتاح.
وينهي الذهب الربع الاول من العام على صعود بنسبة 16.16% محققا اعلى عوائد مقارنة بباقي الادوات الاستثمارية من سلع وعملات.
انتعاش الدولار نهاية الاسبوع الماضي وعودته للصعود بدعم البيانات الامريكية من جانب وضعف العملات الاوروبية من جانب اخر قد يكون له تاثير كبير فى الحد من ارتفاعات الذهب خلال الايام القادمة، نتيجة عودة شهية المخاطرة للاسهم والبورصات الامريكية والاستثمارات المقومه بالدولار.
ولكن هذا لن يكون تاثيره سلبي على الذهب كما تعودنا فى عام 2015 وممكن ان الذهب والدولار في علاقة طردية الى حد ما او على اقل تقدير ان يكون ارتفاع الدولار مصحوب باستقرار اونصة الذهب وعدم هبوطها.
وسوف تساعد الاجواء الحالية في ضرورة التمسك بالذهب كملاذ امن بجانب نسبة ارتفاع الذهب فى الربع الاول قد تكون عامل مؤثر فى زيادة الاقبال على الذهب كاستثمار ناجح مقارنة يالعملات والنفط والاسهم.
وارتداد الاسعار فى اخر ساعات التداول فى جلسة يوم الجمعة ببورصة نيويورك يؤكد ان الكثير يرغب بحيازة الذهب كلما هبطت الاسعار بالقرب من حاجز 1200 دولار للاونصة ولهذا انهت البورصة تداولاتها على ارتقاع قدره 16 دولار عن اقل سعر حققه الذهب يوم الجمعة.
وبتحليل تحركات الذهب خلال الايام القادمة نجد ان الذهب سيقع بين قوتين اولهما قوة الشراء والرغبة فى حيازة الذهب من قبل اسواق المشغولات والمجوهرات، وكذلك استثمارات الافراد والبنوك المركزية. كما ان عودة الصناديق الاستثمارية للذهب سوف يصعد بالذهب نحو 1280 دولار خلال الشهر الحالي وهي نفس القوة المسيطرة على الذهب من بداية العام وصعدت بالذهب الى نفس المستوى خلال مارس الماضي.
وعلى النقيض ممكن ان يتجه الذهب الى كسر حاجز 1200 دولار والوصول الى دعم 1185 دولار بتاثير القوة الاخرى وهي ارتفاع قوة الدولار مع تحريك اسعار الفائدة، كما وعد الفيدرالي خلال مارس الماضي، مؤكد ان رفع اسعار الفائدة سيكون مره او مرتين خلال العام الحالي وهذا التحريك سيذهب بالسيولة من الذهب الى الاستثمارات المقومة بالدولار.
الفضة صاحبت الذهب فى الهبوط نهاية الاسبوع ولامست ادنى مستوى لها منذ فبراير الماضي عند مستوى 14.80 دولار ظهر الجمعه، وفقدت اكثر من 70 سنت من اعلى مستوى حققته يوم الخميس، وذلك بتأثير قوة الدولار المدعومه بالبيانات الايجابية الصادرة عن سوق العمل الامريكي عن شهر مارس الماضي.
ورغم ذلك يعتبر المعدن الابيض محققا ارتفاعات قدرها 11.5% خلال الربع الاول من العام وذلك باقفاله عند مستوى 15.08 دولار للاونصة.
الفضة كعادتها حادة فى حركتها ويمكن ان يتسع الفارق الاسبوع الى دولار بين اقل سعر واعلى سعر وهذا ما يجعل حركة الفضة تحت رهن التدالاوت الالكترونية، لان حجم التعاملات فيها ستؤثر فى حركة المعدن بحدية اكبر.
عموما من المؤكد ان المشتريات ستكثر فى حالة كسر الفضة لمستوى 15 دولار وتكثر عمليات البيع وجني الارباح مع اتجاه الفضة نحو مستوى 16 دولار للاونصة.
باقي المعادن الثمينة صاحبت الذهب فى الصعود بداية الاسبوع وهبطت بشدة مع نهاية الاسبوع، ولكن انهت التدالاوت على صعود نسبي، فمثلا صعد البلاتين 4 دولارا عن اسعار بداية الاسبوع، عندما اغلق على مستوى 959 دولار بعكس البلاديوم الذي اغلق عند مستوى 565 دولار فاقدا 14 دولار عن اسعار بداية الاسبوع.
الاسواق المحلية اتسمت حالتها بالهدوء فى بداية الاسبوع بتأثير تبعات صعود الذهب وانتظارا للبيانات الامريكية في نهاية الاسبوع.
هذا وقد زادت عمليات الانتعاش مع تدرج حركة هبوط الذهب نهاية الاسبوع وبدأ الكثير من رواد الاسواق الشراء بكميات كبيرة نتيجة فرصة هبوط الاسعار وكانت المشغولات الذهبية من عيار 21 و يار 18 هي الاكثر رواجا فى الاسواق المحلية.
ويعد الاسبوع الماضي هو الافضل على الاطلاق لكل محلات وتجار الذهب بالسوق نظرا لارتفاع حجم المبيعات مقارنة بالاسابيع الماضية التي كان الذهب فيها مرتفعا والاسواق شهدت عزوف عن الشراء.