ان الذهب انهى تداولات الاسبوع الماضي على هبوط للاسبوع الخامس على التوالي كطول رالي هبوط تشهده اسواق المعادن الثمينة في السنوات الاخيرة حيث لامست الاونصة ادنى مستوى لها منذ خمس سنوات 1079 دولار يوم الجمعة بسبب قوة الدولار وضعف الطلب الفعلي من الاسواق بجانب فقدان ثقة المستثمرين في المعدن الاصفر كملاذ امن ويعود استمرار هبوط اسعار الذهب الى عوامل هامة اخرى على راسها عزوف صناديق الاستثمار عن رفع حيازتها من الذهب والفضة بجانب ضعف الطلب الفعلي من الصين التى تمثل اكبر الاسواق العالمية للمعدن الاصفر ويعد السبب الاخير هو الاقوى تاثيرا من الناحية الفنية لان معظم اسباب هبوط الذهب السابقة تعودت عليها الاسواق منذ فترة طويلة وتاثيرها كان محدود ولم نرى معه كسر لمراكز الدعم الاساسية خلال الشهور الاخيرة ولكن صدمة المستثمرين في معرفة الرصيد الحقيقى لاحتياط الصين من الذهب كان المفاجاة الكبرى التي عصفت بالاسواق الى كسر حاجز 1100 دولار ورغم ان رصيد الصين اعلن عنه بوزن 1650 طن وبفارق حوالي 600 طن عن رصيها قبل عام 2010 الا ان الجميع كان يعتقد ان رصيد الصين من احتياطيات الذهب يربو على 2700 طن او يزيد وكان لمثل هذا الخبر تاثير كبير في نفوس المستثمرين ومدراء المحافظ لانه صدر في فترة الكل يشهد فيها هروب الرساميل الصينية الى الخارج بعد الخسائر الكبرى التي منيت بها البورصة الصينية والتداخلات الحكومية في الفترة الاخيرة وكانت اسواق المعادن الثمينة تعول كثير في السابق عند هبوط الاسعار على قوة الطلب الفعلي من الاسواق الصينية وهذا ما تؤكده السنوات الاخيرة التي حققت فيها طلبات الشراء من الاسواق الصينية قمة ارقامها حتى انها تفوقت على الهند اقدم اسواق الذهب فالصين تعد الاسواق الاولى عالميا في استهلاك وتصدير الذهب.
التحليل الفني يتوقع ان يستمر هبوط الاسعار الى كسر حاجز 1000 دولار ويمكن ان نرى بعده مستويات اعمق في الهبوط تقترب من 940 دولار او 900 دولار وذلك بشرط ان يكسر الذهب دعم 1032 دولار وهو الاقوى خلال الاسابيع القادمة وعكس هذا يري المستثمرون والعاملون في اسواق المعادن الثمينة حيث يراهنون ان الذهب وباقي المعادن الثمينة كسلع محكومة بعمليات العرض والطلب التي تحكمها التكاليف ورغم سرية معلومات تكاليف استخراج المعادن الثمينة من المناجم لانها تخضها معظمها الى القطاع الخاص ولا توجد رقابة في معظم الدول على حسابات هذه المناجم الا ان الجميع يدرك ان متوسط تكاليف استخراج اونصة الذهب حول 1000 دولار في المناجم الصغيرة ( كندا واستراليا ) و 900 دولار فى المناجم الكبرى ( الصين وافريقيا ) وهذه الارقام التقديرية تؤكد ان قلة العرض هي الظاهره المتوقعة مع استمرار هبوط الاسعار لتوقف معظم المناجم الصغيرة عن الانتاج وهذا السبب كفيل بعودة ارتفاع الطلب والاسعار الى طبيعتها.
الانظار تترقب هذا الاسبوع بيانات الفيدرالي الامريكي واي سلبية في بيانات سوق العمل عن شهر يوليو سوف ترفع اسعار الذهب الى الاستقرار فوق مستوى 1100 دولار اما عكس هذا فيعنى قرب تحريك اسعار الفائدة بالفيدرالي ومزيدا من الهبوط نحو مستوى 1000 دولار.