انتعاش النفط والدولار يحدا من مكاسب الذهب

ان الذهب حافظ على مستواه مستقرا قرب مستوى 1100 دولار للاسبوع الثالث على التوالي في العام الجديد مستفيدا من ضعف بورصات الاسهم وضبابية المشهد الاقتصادي لاغلب الدول الغربية مع حالة الهلع المسيطرة على الاسواق مع هبوط النفط دون مستوى 30 دولار للبرميل وانتشار اشاعات عودة ازمة 2008 مره اخرى وبوادرها بدات تظهر على ملامح اغلب الاقتصاديات القوية وساعد على هذه الحالة اجتماع المركزي الاوربي يوم الخميس وكلمات رئيسه "ماريو دراجي" التي كانت تكرار للاجتماعات السابقة ولم يتم اصدار اي قرارات جديدة بشان اسعار الفائدة وكانت فقط تلميحات بالاستعداد لدعم اليورو بكل السبل حتى لو كانت زيادة مبالغ التيسير الكمي او مدها الى فترات اطول وبالتاكيد ان الذهب استفاد من هذه التلميحات وصعد اكثر من مره فوق مستوى 1100 دولار ولامس مستوى 1109 دولار يوم الخميس ليقترب من اعلى مستوى حققه هذا العام بفارق 3 دولار فقط ونعتقد ان استقرار الذهب حول هذه المستويات الاسبوع القادم يكون اشرة قوية الى عودة ارتفاعات الاسعار نحو مقاومة 1120 دولار و 1130 دولار والدافع الاكبر وراء صعود الذهب هو البحث عن الملاذات الامنه للمستثمرين حيث مازال الذهب رغم معاناته العام الماضي يمثل الملاذ الامن الاول امام المستثمرين ومهما كانت مميزات السندات الحكومية او قوة الفرنك السويسري والين الياباني الا انها تعتبر ادوات ملاذ امن بعد المعدن الاصفر.

اجتماع الفيدرالي الامريكي الاسبوع القادم سيكون رهان السباق امام اونصة الذهب وتحدى جديد للذهب للصمود امام قرارات "جانيت يللين" و ان كانت التوقعات تصب في استحالة تحريك اسعار الفائدة في الاجتماع القادم وان حدث هذا فان الذهب سوف يبتعد كثيرا صعودا عن الاسعار الحالية وفارق الخمسين او المائة دولار سهل تحقيقه مع معطيات الوضع الحالي التي يكثر فيها التازيم من كل جانب فمشاكل النفط لم تنتهى رغم موجة الصقيع المنتشرة حاليا كما ان خسائر البورصات العالمية مستمر والتي بلغت اكثر من 8 تريليون من بداية العام بالاضافة الى معاناة الاسواق الامريكية من الداخل بسبب ارتفاع قيمة الدولار.

انهت اونصة الذهب تداولات الاسبوع الماضي عند مستوى 1097 دولار بفارق 6 دولار عن اسعار الافتتاح واتسمت تداولات الاسبوع الماضي بالتحرك العرضي نتيجة تساوى معطيات الصعود والهبوط وحرص الكثير من المتداولين والمستثمرين على عدم البيع و جني الارباح من ارتفاعات الذهب ليقين بان الفترة القادمة تحمل مزيدا من الارتفاعات والانظار تترقب تجاوز مقاومة 1112 دولار والاستقرار فوق حاجز 1100 دولار ليكون الذهب ابتعد عن مخاوف انهيار الاسعار وحتى الان مازالت فرص دخول السوق والشراء على المستويات الحالية هىو السيناريو الافضل للمستثمرين على المدى المتوسط والبعيد.

على صعيد عمليات التشغيل واسواق المشغولات الذهبية حققت حركة الذهب انتشار واسع في محتلف الاسواق وووصلت مشتريات الذهب المشغول ارقام مرتقعة مقارنة بشهر ديسمبر ونتوقع المزيد من المشتريات خلال الربع الاول من العام الحالي الذي يتميز بكثرة المعارض العالمية التي يتنافس فيها كبار الصناع والتجار والتي بدات حاليا بمعرض ايطاليا ويتبعه معرض بانكوك في فبراير وفي مارس سيكون معرض هونج كونج واسطنبول.