لم توفي تداولات الأمس بالوعود, بالرغم من امتلاء المفكرة الاقتصادية بالبيانات المهمة و اجتماعات البنوك المركزية الا ان حركة الأسهم و أصول الملاذ الأمن كانت بسبب التوترات الجيوسياسية بين روسيا و أوكرانيا حيث اعلنت روسيا منع استيراد المواد الغذائية من الدول الأوروبية و الولايات المتحدة الأمريكية لتمحو مكاسب الأسهم الأمريكية في نهاية الجلسة. فأغلق مؤشر داو جونز منخفضا بـ 74 نقطة عند 16319، كما تراجع كل من مؤشر النازداك إلى 4335 (- 20 نقطة)، وستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً الذي يتكون من 500 شركة كبيرة إلي 1910 (- 11 نقطة).
وفي أوروبا، هبط كل من مؤشر "يورو ستوكس 600" إلى مستوى 326.96 نقطة بنسبة 0.7% عن أمس، ومؤشر "فوتسي100" بالمملكة المتحدة 0.6% ليصل إلى مستوى 6597 نقطة، ومؤشر البورصة الألمانية "داكس 30" بنسبة 1% ليصل إلى 9039. كما تراجع كل من مؤشر "كاك 40" بفرنسا 1.4% إلى 4150 نقطة، ومؤشر "فوتسي إم أي بي" في إيطاليا بنسبة 1.9% ليصل إلى 19131.
و على صعيد العملات, انخفض اليورو بتداولات الأمس بنسبة 0.16% مقابل الدولار الأمريكي ليغلق على مستويات 1.3361. أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير عند مستويات 0.15% و لمح السيد ماريو دراغي على أن الفائدة ستبقى لفترة غير محدودة على انخفاضها الحالي. و قد برر التراجع الأخير للتضخم بربطه بتراجع أسعار النفط, و ان نسبة التضخم بالقيمة النواتية الخالية من أسعار النفط و الغذاء ثابتة على 0.8% هذا دفع البنك المركزي الأوروبي بعدم التدخل لاجراءات فورية كما كانت الوعود. و لمح ايضاً ان نسبة التضخم المتراجعة ستبقى لفترة على انخفاضها قبل البدء بالارتفاع حيث لايزال البنك المركزي الاوروبي بعيد عن الهدف الذي حدده للتضخم على 2.0%. و لم يخفي السيد دراغي قلقه من الازمة في اوكرنيا, و ذكر ان الازمة تشكل تهديداً اقتصادياً في منطقة اليورو رغم عدم التيقن بشأن التأثير المحتمل للعقوبات الأوروبية على روسيا والعقوبات التي فرضتها روسيا ردا على ذلك و إنه من الصعب تقدير التأثير المحتمل للأزمة في بادئ الأمر مضيفا أنه "عند استعراض أرقام التجارة أو التدفقات المالية فإنها ستظهر صورة لارتباطات محدودة جدا."
وانخفض الجنيه استرليني هو الأخر مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.12% ليغلق عند مستويات 1.6832. فلم يغير البنك المركزي البريطاني سعر الفائدة 0.5% و هو المستوى التي حافظت عليه لمدة 5 سنوات مضت, كما استمرت لجنة السياسة النقدية المكونة من تسعة اعضاء ببرنامج التحفيز الاقتصادي على 375 مليار. و ذكر السيد مارك كارني أن البنك يحتاج الى بدء رفع أسعار الفائدة في الأشهر القادمة حيث أن الاقتصاد البريطاني يزداد قوة, ليفتح المجال للتكهنات برفع سعر الفائدة في نهاية العام الحالية او في الأشهر الأولى من عام 2015.
و من الولايات المتحدة الأمريكية, انخفضت طلبات الاعانة الامريكية الاسبوعية بشكل غير متوقع الى مستويات 289 ألف في الأسبوع المنتهي ب2 اغسطس و كانت التوقعات تشير الى الارتفاع الى مستويات 304 ألاف.
و في التداولات الصباحية لليوم, كشف البنك المركزي الأسترالي في بيان سياسته النقدية انه لا يدرس رفع سعر الفائدة في أي وقت قريب, و ان سياسته النقدية الحالية تتماشى في تحقيق هدف التضخم.
و أبقى البنك المركزي الياباني سياسته النقدية دون تغيير أيضاً و صوت بالاجماع على الابقاء على زيادة القاعدة النقدية بشراء سندات الأصول الحكومية اليابانية بوتيرة سنوية بقيمة 70 تريليون ين. و خفض رؤيته بشأن الصادرات التي أظهرت بعض الضعف مما يشير الى ان البنك المركزي الياباني يتخلى عن أماله بأن الطلب الأجنبي سيساعد في تعزيز النمو. و تتوجه أنظار المستثمرين الى المؤتمر الصحفي الذي سيعقده محافظ البنك المركزي "هاروهيكو كورودا" في وقت لاحق اليوم لمعرفة اذا كان الاقتصاد الياباني يسير على الطريق الصحيح لتحقيق مستهدف التضخم عند 2.0%.
و تنتظر الأسواق اليوم الميزان التجاري البريطاني الذي يتوقع ان يخفض عجزه الى 8.9 مليار. و الى الساحة الكندية التي تنتظر بيانات العمالة التي تشير توقعاتها الى انخفاض البطالة الى 7.0% وارتفاع التغيير بالعمالة الى 25.4 ألف. و تبقى التوترات الجيوسياسية هي محط الانظار حيث نترقب أي رد فعل للأسواق مع أي تصريح أمريكي, الذي أشار رئيسها "باراك أوباما" بأن شن ضربات جوية أمريكية على العراق وارد في حال ظهور أي تهديد للمواطنين الأمريكين في العراق. و كذلك الأمر حول أي جديد في الازمة الروسية الأوكرانية.