📊 اكتشف كيف يبني كبار المستثمرين محافظهمافتح محافظ الكبار

ما هي أسباب الانخفاض الأخير في أسعار النفط؟

تم النشر 05/01/2016, 16:29
محدث 07/11/2017, 11:10
CL
-

كان 2015 عاماً حافلاً بالأحداث بالنسبة لأسعار النفط. فقد بدأت السنة باسترداد النفط لبعض الخسائر التي تكبدها في النصف الثاني من عام 2014، حيث ارتفعت أسعاره من 49 دولار أمريكي للبرميل في منتصف يناير إلى 68 دولار أمريكي للبرميل في أوائل شهر مايو.

وفي وقت لاحق، تبخر ذلك الانتعاش تماماً مع تراجع أسعار النفط إلى 43 دولار أمريكي للبرميل بنهاية أغسطس. وأعقب ذلك فترة من الاستقرار في الشهرين التاليين حيث ظلت أسعار النفط في نطاق 45-55 دولار أمريكي للبرميل.

ولكن عاودت أسعار النفط تراجعها منذ مطلع نوفمبر ، وبلغ السعر حالياً بحدود 35 دولار أمريكي للبرميل. ويمكن أن يعزى انخفاض السعر الأخير إلى مزيج من عوامل العرض والطلب. وبينما ركّز بعض المحللين على دور المضاربين في انخفاض الأسعار في الآونة الأخيرة، إلا أننا لا نرى أن هناك ثمة أدلة كافية تسند هذا الادعاء.

سعر خام برنت في عام 2015

انخفضت أسعار النفط بنسبة 26.2 % وذلك من 51 دولار أمريكي للبرميل في أوائل نوفمبر إلى 37.3 دولار أمريكي للبرميل في 31 ديسمبر. وقد كانت عوامل الطلب هي السبب الرئيسي وراء هذا التراجع حيث كانت مسؤولة عن 69% من الانخفاض.

ويقدر بأن يكون معدل النمو السنوي في الطلب على النفط قد تباطأ بشكل حاد إلى 1.3مليون برميل في اليوم في الربع الأخير من عام 2015، متراجعاً من 2.2 مليون برميل في اليوم في الربع الثالث. بالإضافة إلى ذلك، قامت وكالة الطاقة الدولية بخفض تقديراتها للطلب العالمي في الربع الأخير من 2015 بمقدار 200 ألف برميل في اليوم.

ويرجع كل هذا التخفيض تقريباً إلى أمريكا الشمالية والجنوبية، حيث يبدو أن كل من كندا والولايات المتحدة شهدتا درجات قياسية من الطقس الدافئ لهذا الوقت من السنة. وقد أدت هذه الأجواء إلى خفض الطلب على الطاقة والتدفئة، مما أدى إلى تراجع أسعار النفط.


في حين كانت عوامل الطلب هي المحرك الرئيسي للانخفاض الأخير في أسعار النفط، فقد لعبت عوامل العرض أيضاً دوراً حيث كانت مسؤولة عن 31% من الانخفاض.

ويعزى ذلك جزئياً إلى قرار أوبك بالحفاظ على إنتاجها عند المستويات الحالية في اجتماعها الذي انعقد في 4 ديسمبر، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 1.9% في الأسعار في نفس اليوم. علاوة على ذلك، يحتمل أن يكون رفع العقوبات عن إيران بأسرع من المتوقع قد أسهم أيضاً في انخفاض الأسعار.

تغير تراكمي في أسعر النفط من 3 نوفمبر 2015  إلى 31 ديسمبر 2015

لقد اعتبر بعض المحللين أن دور المضاربات كان أحد العوامل وراء التراجع الأخير لأسعار النفط. وأشار هؤلاء المحللون إلى أن المضاربات التي تقوم بها صناديق التحوط بالرهان على مزيد من التراجع في أسعار النفط قد ارتفعت إلى مستوى قياسي. لكننا لا نرى وجود أدلة كثيرة تساند هذا الطرح وذلك لسببن.

أولاً، تضارب صناديق التحوط في السندات المالية (مثل العقود الآجلة والخيارات) ونادراً، إن لم يكن مطلقاً، ما تستثمر في السلع بشكلها المادي. لذلك، فإنها لا تؤثر في الطلب الحقيقي على النفط، وبالتالي لا تؤثر على أسعاره.


ثانياً، بينما ترتبط مراكز صناديق التحوط بأسعار النفط، فإن التحركات في أسعار النفط هي التي تسبق في العادة التغيرات التي تظهر في مراكز صناديق التحوط وليس العكس. ويشير ذلك إلى أن المراكز المبنية على المضاربة لا تحرك أسعار النفط، لكنها في الواقع تتحرك وفقا لهذه الأخيرة. وهذا يعني أن صناديق التحوط تتبع استراتيجية قائمة على حركة الأسعار، فأي تراجع للأسعار يقودها إلى المراهنة على المزيد من التراجع في المستقبل.


ختاماً، يبدو أن تضافر عاملي الطلب والعرض هو ما كان وراء الموجة الأخيرة من انخفاض أسعار النفط وليست المضاربات. لكن، باستبعاد احتمال تأثير عامل المضاربات على أسعار النفط، فإن ذلك لا يعني بأية حال أن المشهد في السوق أقل تعقيداً.

فهناك العديد من الدوافع التي من شأنها تحريك العرض والطلب كما أن بعضها، مثل الأحوال المناخية و الأوضاع الجيوسياسية، يصعب التنبؤ بها. وبعد أن عاشت أسواق النفط عام حافلا بالمستجدات في 2015، فإنها تطرق أبواب عام 2016 المليء بالأسئلة وعدم اليقين.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.