تتصدّر المراجعة النهائية لبيانات مؤشر أسعار المستهلك في منطقة اليورو لشهر مايو الجدول الاقتصادي الأوروبي المفتقر نسبيًا الى البيانات. من المتوقع أن يتمّ تأكيد بلوغ معدّل التضخم السنوي العامّ 0.5%، ما يتطابق مع التقديرات الأوّلية. وفي حين تضع هذه القراءة نمو الأسعار عند قاع خمسة أعوام، لكن من المحتمل أن تكون قدرتها محدودة على توليد تحرّكات في السوق في غياب أي ابتعاد عن الترجيحات بما أنّ مخاطر الإنكماش دفعت بالفعل البنك المركزي الأوروبي الى توسيع دائرة الحوافز في اجتماع سياسة الأسبوع السابق. كما تجدر الإشارة الى أنّ بيانات التضخم في منطقة اليورو تميل الى التفوّق على توقعات الأسواق منذ بداية العام، ما يتيح المجال أمام صدور نتائج إيجابية بالنسبة الى اليورو. في الواقع، تشير المواقع الفنية لزوج اليورو/ين الى بروز ارتداد في الأفق.
في وقت لاحق من اليوم، تتحوّل الأنظار نحو البيانات الاقتصادية الأميركية، وسط ترقّب صدور بياناتالإنتاج الصناعي لشهر مايو. من المتوقع أن ترتفع المخرجات بنسبة 0.5%، مسجلة تحسّن مقارنة تراجعها بنسبة 0.6% في أبريل. ستساعد النتائج الإيجابية الدولار الأميركي على الإرتداد وسط اتخاذ السوق موقف محايد عقب التصفيات التي برزت في الأسبوع السابق. في هذا الإطار، تشهد البيانات الاقتصادية الأميركية تحسّنًا ملحوظًا مقارنة بالتقديرات منذ أبريل، ولكنّ سلّة البيانات المخيبة للآمال التي صدرت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ألقت بثقلها على الأخضر ووضعت الإتّجاه الصعودي في خطر.
تقدّم الدولار النيوزيلندي خلال الدورة المسائية واكتسب ما يناهز 0.2% مقابل نظرائه الرئيسين. تعقّب هذا التحرّك ارتفاع عائدات السندات، ما يشير الى أنّه مجرّد تتابع للسيناريو الذي برز في أعقاب إعلان السياسة النقدية المتفائل لبنك الاحتياطي النيوزيلندي في الأسبوع السابق. كما ارتفع الين الياباني وسط تراجع مؤشر الأسهم نيكاي 225، الأمر الذي عزّز طلبات الملاذ الآمن على العملة.