📊 اكتشف كيف يبني كبار المستثمرين محافظهمافتح محافظ الكبار

هل بدأ معروض النفط الأمريكي في التكيف مع انخفاض الأسعار؟

تم النشر 25/10/2015, 11:24
CL
-

ظلت أسواق النفط الخام متخمة بالمعروض منذ بداية عام 2014. وعندما فاق نمو المعروض نمو الطلب، فقدت الأسواق التوازن، ما أدى إلى تراكم كبير للمخزون من النفط وانخفاض حاد في أسعاره. لكن أسواق النفط، كغيرها من الأسواق الأخرى، تميل للتكيف والتخلص من فائض المعروض. وكان يُتوقع أن يأتي تكيف الأسواق في شكل خفض المعروض من قبل منتجي النفط عالي التكلفة (وخصوصاً في الولايات المتحدة)، وكذلك أن يأخذ شكل ارتفاع في الطلب نظراً لأن انخفاض الأسعار يشجع على زيادة الاستهلاك. وتشير أحدث البيانات إلى أن عملية التكيف جارية بالفعل، على الرغم من أنه ليس من المتوقع للسوق أن يتخلص من فوائض النفط حتى النصف الثاني من 2016.

اتسم إنتاج النفط في الولايات المتحدة بالصمود أمام انخفاض أسعار النفط، ولكنه بدا مؤخراً أقل صموداً مما كان يعتقد في السابق. ففي أغسطس، غيّرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية المنهجية التي كانت تتبعها في عمل تقديرات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة. وتعتمد المنهجية الجديدة على جمع المعلومات مباشرة من المنتجين بدلاً من الاعتماد على البيانات غير المكتملة الصادرة من جهات حكومية. وتشير التقديرات الجديدة بأن الولايات المتحدة تضخ كميات من النفط أقل مما أُعلن سابقاً. فعلى سبيل المثال، فإن الفرق في شهر يونيو كان حوالي 149 ألف برميل في اليوم. وبالرغم من أن كلتا المنهجيتين القديمة والجديدة توضحان بأن انتاج الولايات المتحدة من النفط بلغ ذروته في أبريل من هذا العام، إلا أن الانخفاض الذي تلى ذلك كان أعلى سرعة وفقاً للمنهجية الجديدة.

كما أن تراجع عدد منصات النفط، الذي بدأ مجدداً بعد أن توقف في منتصف العام، يؤكد أيضاً أن انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة ربما يكون قد تجاوز ذروته بالفعل. وقد شرحنا في السابق أنه لا توجد علاقة بين عدد المنصات وانتاج النفط لأن المنتجين يميلون إلى إغلاق الآبار في المناطق الأقل انتاجاً أولاً (أنظر تقريرنا السابق، هل تتجه أسعار النفط نحو الانتعاش؟). لكن بيانات إدارة معلومات الطاقة تشير الآن إلى تسارع وتيرة هبوط الانتاج في المناطق السبع الأكثر إنتاجية. وبالإضافة إلى ذلك، من المستبعد أن تتعافي أنشطة الحفر على المدى القصير وذلك بسبب التخفيضات الكبيرة للإنفاق الرأسمالي. وعليه، فإن وكالة الطاقة الدولية تتوقع تراجع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري الخفيف بحدود 0.4 مليون برميل في اليوم في الفترة من 2015 إلى 2016.

أما في جانب الطلب، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع الطلب الإضافي إلى أعلى مستوى له في خمس سنوات في 2015 ليصل إلى 1.7 مليون برميل في اليوم، ويعدّ ذلك أمراً مدهشاً بالنظر إلى أن صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي أدنى مستوى له في ست سنوات خلال العام الحالي (أنظر تقريرنا السابق، هل ستمثل الأسواق الناشئة الموجة الثالثة من الأزمة المالية العالمية؟). ويرجع سبب تسارع نمو الطلب إلى انخفاض أسعار النفط الذي يشجع على زيادة الاستهلاك، خاصة بين سائقي السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية. وتعزز الطلب أيضاً بفعل موسم الشتاء البارد في أوربا في الربع الأول من العام الحالي واستمرار الصين في شراء النفط الخام، على الرغم من تباطؤ اقتصادها والمشاكل التي تشهدها أسواقها المالية، وذلك جزئياً بغرض ملء مخزوناتها الاستراتيجية.
الطلب والعرض في أسواق النفط العالمية
(مليون برميل في اليوم)

الطلب والعرض في أسواق النفط العالمية

المصادر: وكالة الطاقة الدولية وتوقعات قسم الاقتصاد
في مجموعة QNB

ماذا يعني ذلك لتوازن العرض والطلب؟ رغم النمو القوي للطلب، لا زال متوقعاً أن يظل المعروض في الأسواق أعلى من الطلب بواقع 1.5 مليون برميل في اليوم في 2015، مما يعكس زيادة الإنتاج من قبل الدول الأعضاء في أوبك وكذلك الدول التي لا تنتمي لهذه المنظمة. ومن شأن النمو المتواصل للطلب في عام 2016 (1.2 مليون برميل في اليوم حسب آخر توقعات وكالة الطاقة الدولية) وخفض الإنتاج في البلدان غير الأعضاء في أوبك (0.4 مليون برميل في اليوم، أغلبها من النفط الصخري الأمريكي) أن يعيد التوازن للسوق في النصف الثاني من عام 2016 (أنظر الرسم البياني). غير أن احتمال زيادة الإنتاج من قبل أوبك بسبب رفع العقوبات الاقتصادية على إيران قد يؤخر إعادة التوازن للسوق حتى عام 2017.

عموماً، لا زلنا نتوقع استقرار أسعار النفط عند حوالي 55.0 دولار للبرميل في المتوسط في 2015 و2016 قبل الارتفاع إلى 60.2 دولار للبرميل في عام 2017 مع انتهاء تخمة المعروض بشكل تدريجي. إذن، تجري عملية التكيف في السوق على النحو المتوقع، ولكنها تمضي بخطى بطيئة.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.