من نضال المغربي
غزة (رويترز) - فتحت اسرائيل الحدود لدخول أول شاحنات محملة بمواد البناء بعد الحرب الى قطاع غزة يوم الثلاثاء وعبَّر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون عن أسفه الشديد للدمار الواسع في القطاع.
وتحاصر اسرائيل القطاع وتشدد مصر اجراءاتها الأمنية على حدوده منذ ما قبل اندلاع الصراع الأخير الذي استمر ما يقرب من شهرين قبل التوصل الى وقف لإطلاق النار في اغسطس اب.
وقالت اسرائيل إنها ستسمح بدخول 600 طن من الاسمنت و50 حمولة شاحنة من الحصى وعشرة من حديد التسليح لإعادة بناء المنازل والمنشآت العامة في غزة وستراقب هذه الشحنات الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية.
وصرح فلسطينيون بأن 200 طن من الإسمنت على الأقل وصلت الى غزة بالفعل عن طريق معبر كرم أبو سالم.
وفي زيارة قصيرة وسط حراسة أمنية مشددة تفقد الأمين العام للأمم المتحدة المناطق التي تعرضت للقصف الاسرائيلي الكثيف خلال الحرب التي استمرت خمسين يوما وقتل فيها أكثر من 2100 فلسطيني معظمهم مدنيون و67 جنديا إسرائيليا وستة مدنيين.
وقال بان في مؤتمر صحفي "أقف هنا بقلب مثقل. إن الدمار الذي شاهدته هنا يتجاوز القدرة على الوصف" موضحا أن الدمار الحالي يتجاوز ذلك الذي شاهده في الحرب الماضية بين عامي 2008 و2009.
ويعيش أكثر من 1.8 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا فقط ولا يتعدى عرضه نحو 10 كيلومترات.
وتدمر نحو 20 ألف منزل أو تضررت بشكل كبير جراء القصف فضلا عن اصابة محطة توليد الطاقة الكهربائية وغيرها من منشآت البنية التحتية في القطاع.
ويقول المقاولون إن إعادة البناء قد تستغرق سنوات.
وتعهدت الدول المانحة في مؤتمر عقد في القاهرة يوم الأحد بتقديم مبلغ فاق التوقعات قدره 5.4 مليار دولار لإعادة إعمار غزة لكن جزءا كبيرا من هذا المبلغ سيذهب لدعم الموازنة الفلسطينية لا لإعادة بناء ما تهدم من منازل غزة وبنيتها التحتية.
وخلال زيارته التقى بان أعضاء الحكومة الفلسطينية التي شكلت إثر اتفاق أبرم في أبريل نيسان بين السلطة الفلسطينية بقيادة منظمة فتح وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
واجتمعت الحكومة الفلسطينية التي لا تضم اعضاء من حماس وهي حكومة خبراء بالدرجة الأولى الأسبوع الماضي لأول مرة. وهي تسمح للسلطة الفلسطينية بإدارة شؤون غزة وهي خطوة أصرت اسرائيل على تنفيذها قبل ان تسمح بتدفق السلع عبر الحدود.
وقال بان موجها حديثه للحكومة "نقف إلى جانبكم كما أن المجتمع الدولي يدعم جهود حكومتكم لتسلم الأمن ومسؤولية الحكم في غزة."
ويوم الاثنين انتقد بان إسرائيل لاستمرارها في بناء المستوطنات على الأرض التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة عليها وحث الطرفين على العودة إلى مفاوضات هادفة في أسرع وقت ممكن.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير)