كتب باراني كريشنان
Investing.com - لا يتكرر يوميًا أن يقول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بخطأ تقديرات وارن بافيت، رغم طبيعة تغريدات ترامب حول أي شخص، وأي حدث.
ولكن التعافي المفاجئ في أرقام التوظيف الأمريكي لشهر مايو كان مفاجئًا للجميع، حتى العملاق وارن بافيت. وأصبح هذا التقرير محور حديث ترامب خلال يوم الجمعة، وقال ترامب بخطأ بافيت في بيع أسهم شركات الطيران مبكرًا مع الدمار الذي طالها من تداعيات فيروس كورونا الاقتصادية. واحتفل الرئيس الأمريكي منتشيًا بالانتصار الذي رأه في سوق العمل، فيما قفزت أسهم المخاطرة، وارتفع النفط، بينما تراجعت الملاذات الآمنة، مثل الذهب بقوة.
إلى جانب ترامب، كان الأمير ولي العهد، محمد بن سلمان، يحتفي هو الآخر بالتوصل إلى اتفاق لتمديد تخفيضات الإنتاج النفطية بين الدول الأعضاء في أوبك وغير الأعضاء.
اتفقت أوبك+ يوم السبت، متضمنة الحلفاء الروس وغيرهم، على تمديد تخفيضات الإنتاج لنهاية شهر يوليو. وما بعد هذا الاجتماع كانت محاولات مستترة من الأعضاء لتغيير شكل منحنى سعر النفط، ليرتفع سعر النفط للتسليم الفوري، فوق سعر النفط المخزن في خزانات ضخمة ويباع في وقت لاحق.
ولتحقيق هذا الهدف، تلتزم أوبك بأفكار الأمير ولي العهد، والذي يبدو أن يستعير بعض أفكار من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وعادة ما تركز قرارات البنوك المركزية على منطقة وسطية ما بين معدلات الفائدة قصيرة وطويلة المدى، وفق بلومبرج.
لمستثمري النفط، يهم أن تفهم الأسواق بأن الولايات المتحدة ليست وحدها المسرورة بتقرير الوظائف الأمريكي القوي، ولكن السعودية تشاركها هذا الرضا أيضًا، لأن المتداولين استجابوا لهذه التطورات بدفع السعر لمزيد من الصعود، بدعم من أوبك+ والحلفاء.
وتحدد أوبك+ مسار النفط الخام وسبائك الذهب في الوقت نفسه، بما لها من تأثيرات على معنويات السوق.
يقول إد مويا، من أوه أيه إن دي أيه: "ارتفاع النفط دخل في منطقة صعود قوية بعد تقرير سوق العمل الأمريكي الأفضل كثيرًا من المتوقع." ويتحدث مويا مشيرًا إلى إضافة سوق العمل الأمريكي 2.5 مليون وظيفة، عوضًا عن فقدان 8 مليون وظيفة. "يحدث التعافي الاقتصادي الآن، ويمكنه صنع المعجزات لاستهلاك النفط."
ويتابع مويا: "أما بالنسبة للذهب، هرع أصحاب المراكز القصير (مراكز البيع) لتصفية مراكزهم سريعًا بعد تقرير التوظيف." "ويصعب على الفيدرالي أن يبقي على التيسيرات النقدية القوية، إذا دخل الاقتصاد في حالة التعافي."
بالرغم من جميع هذه البيانات والتصريحات، ربما تظهر بعض عقبات في طريق النفط خلال الأسابيع المقبلة.
بنهاية الأسبوع الماضي، ختم النفط أسبوعه السادس للارتفاع، ولكن ارتفاعات السعر القوية تلك ربما تزيد من الإمداد في دول أوبك+، ما يصعب مهمة إعادة التوازن للسوق على المدى الطويل.
وافقت روسيا، حليف السعودية الرئيسي، وعضو أوبك+، على تمديد تخفيضات الإنتاج لشهر إضافي، بإجمالي 9.6 مليون برميل يوميًا. وإذا وضعنا الرفض المكسيكي جانبًا، سنجد تعهدات بتحسين درجة الالتزام من: العراق، ونيجريا، وأنجولا، وكازاخستان. وكانت التخفيضات 9.7 مليون برميل يوميًا، مع التزام المكسيك. خططت المنظمة لتخفيض حجم التخفيضات هبوطًا لـ 7.7 مليون برميل بداية من يوليو، وحتى نهاية العام.
أعلنت دول: السعودية، والإمارات، والكويت، عن تخفيضات طوعية للإنتاج، لتضيف 1.2 مليون برميل يوميًا لشهر يونيو، ولكنها ألمحت إلى أنها لن تقبل باستمرار تلك التخفيضات الطوعية لما بعد شهر يوليو.
وليست هذه القصة كاملة. فمن تكساس إلى الروميلة في العراق تغري الأسعار المرتفعة المنتجين وشركات الحفر بزيادة البراميل وليس خفضها. وربما يفضي هذا لتراجع معدل الالتزام من أوبك+ بأكثر من فقدان حصة المكسيك المقدر بـ 100,000 برميل يوميًا من التخفيضات.
وصل نفط غرب تكساس الوسيط لقاعه في 28 أبريل، عند سعر 10.07 دولار للبرميل، بارتفاع صاروخي بلغ 300%. ويبيع منتجو النفط الأمريكي سلعتهم بسعر الشهور الأمامية.
والأهم لدول أوبك+ هنا هو سعر نفط برنت في المعاملات الفورية، المرتفع 165%، من انخفاض 11 عام، عند سعر 15.98 دولار للبرميل في 22 أكتوبر. بينما عقود نفط برنت ارتفعت 210%.
يقول محلل كلير فيو إنيرجي بارتنرز في مذكرة: "نشكك في استقرار الصفقات في ظل بيئة ترتفع فيها الأسعار."
قبل شهر من الآن، كانت آبار النفط في حوض بيرميان تغلق، والآن بدأت الشركات المسؤولة تعيد تلك الآبار تدريجيًا للعمل. خفضت الولايات المتحدة إنتاجها بـ 2 مليون برميل يوميًا، من الرقم القياسي 13.1 مليون برميل يوميًا في منتصف مارس الماضي.
ومن مناخ الإنتاج العالمي تنبعث رياحًا تضعف الأساسيات الداعمة لسعر النفط أعلى 40 دولار للبرميل.
فلم تطلق المكسيك وحدها العنان للإنتاج، ولكن يضاف إليها قدرة العراق المحدودة على تقييد الإنتاج، وسط شكوك على سيطرة العشائر في ليبيا على الآبار النفطية، وإعادة 400,000 برميل يوميًا إلى الحياة، تزامنًا مع بدء محادثات سلام حول الهيمنة على حقول النفط الخام الأساسية، وفق تحليل من إس آند بي جلوبال بلاتس.
أما في حالة الذهب، فعلى الرغم من صعود الأسهم، يبقي البعض على رؤيته إيجابية للمعدن الأصفر. إذ يرى محللون عودة للذهب بزخم إيجابي يدفعه نحو الأعلى، بمعية التحفيزات الاقتصادية التي تقرها البنوك المركزية من حول العالم، والأحداث الجيوسياسية المتوترة.
وافق الاحتياطي الفيدرالي، مع وزارة الخزانة الأمريكية، والكونجرس الأمريكي على تريليونات الدولارات من حزم المساعدة والقروض والهبات للأعمال والأفراض خلال الشهور الأخيرة، لإنقاذ الاقتصاد من تداعيات فيروس كورونا,
يقول جورج جيرو، من آر بي سي ويلث: "أتوقع عودة خلال الأسبوع المقبل لمبادئ التعافي الاقتصادي العالمي، يلي هذا عودة عناوين: توترات الشرق الأوسط، تعريفات الولايات المتحدة والصين، الدين المثقل لكاهل العالم هذا ما سيدفع الذهب صعودًا، وليس معدلات الفائدة السلبية." يتولى جيرو إدارة محافظ المعادن الثمينة في آر بي سي ويلث، بنيويورك.
يتفق مويا على بعض ملامح هذا الرأي.
"ربما لن يستمد الذهب دعمًا قويًا من الاحتياطي الفيدرالي، ولكن المخاطر الجيوسياسية، ومخاوف الموجة الثانية، وختامًا ضعف الدولار الأمريكي، سيبقي المعدن مرتفعًا على المدى الطويل."
مراجعة الطاقة
استقرت أسعار النفط الخام بارتفاع 1.54 دولار للبرميل، بنسبة صعود بلغت 4.1%، ليتداول النفط عند 38.95 دولار للبرميل يوم الجمعة. وارتفع النفط على إطار أسبوع بنسبة 11.4%، ويظل قاب قوسين من سعر 40 دولار للبرميل، عند استئناف تداولات الأسبوع.
ارتفع برنت بـ 4.9% مع ارتفاع 1.98 دولار للبرميل، ليستقر عند 41.97 دولار للبرميل. خلال التداولات سجل برنت 42.45 دولار للبرميل، أعلى سعر له منذ بداية شهر مارس. وللأسبوع، سجل برنت ارتفاعًا نسبته 19.7%، ويمكنه محاولة التصويب نحو 43 دولار وما بعدها إذا استمر الزخم الصاعد خلال الأسبوع الحالي.
ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة على خلفية تقرير التوظيف الأقوى من المتوقع خلال شهر مايو. مع توقعات تمديد أوبك+ تخفيضات الإنتاج يوم السبت. ويستمر التفاؤل رغم انسحاب المكسيك.
أهم أحداث سوق الطاقة
الاثنين، 8 يونيو
التقديرات الخاصة لمخزون كوشينج، من جينكسيب.
الثلاثاء، 9 يونيو
التقرير الأسبوعي لمخزون النفط الخام من معهد البترول الأمريكي
الأربعاء، 10 يونيو
التقرير الأسبوعي من إدارة معلومات الطاقة حول مخزون النفط الخام
مخزون نواتج التقطير
الخميس، 11 يونيو
تقرير إدارة معلومات الطاقة حول مخزون الغاز الطبيعي
الجمعة، 12 يونيو
مسح بيكر هيوز لعدد منصات الحفر في الولايات المتحدة
مراجعة الذهب والمعادن الثمينة
هبطت عقود الذهب بقوة يوم الجمعة، أسفل مستوى 1,700 دولار للبرميل، بعد تقرير وزارة العمل القائل باستطاعة الاقتصاد الأمريكي إضافة 2.5 مليون وظيفة خلال شهر مايو. وارتفعت أسهم وول ستريت بقوة بعد الأنباء، ليقفز داو جونز بأكثر من 3%، ويرتفع مؤشر الدولار ارتفاعًا متواضعًا بنسبة 0.3%، والدولار يقف على الكفة الأخرى من الميزان أمام الذهب.
توقع الاقتصاديون خسارة سوق العمل الأمريكي 8 مليون وظيفة خلال شهر مايو، ولكن خالفت الأرقام الفعلية التوقعات بزيادة وليس نقصان.
وصدرت بيانات منفصلة من سوق العمل الأمريكي يوم الخميس، تقول بزيادة عدد المتقدمين بطلبات لإعانة البطالة بـ 1.9 مليون شخص، ليصبح العدد الإجمالي 43 مليون يتلقون ضمانات بطالة منذ شهر مارس. وارتفع الذهب بنسبة 1% استجابة لتلك الأرقام.
واستقر الذهب بانخفاض 44.40 دولار للأوقية، بنسبة 2.6%، لسعر 1,683 دولار للأوقية على كومكس. في ثاني انخفاض حاد يطال الذهب خلال 9 أسابيع. وفقدت عقود الذهب الآجلة تسليم شهر أغسطس 2.5% من قيمتها في أسبوع منذ مارس.
فيما تراجع الذهب في المعاملات الفورية، يتعقب سعر السبائك في السوق المادي، بنسبة 1.7% لـ 1,685.18 دولار للأوقية، مع خسارة 28.97 دولار. وللأسبوع فقد الذهب بالمعاملات الفورية 2.5%.
إخلاء مسؤولية: لا يتداول باراني كريشنان أو يتخذ مراكزًا على أي من السلع أو الأوراق المالية التي يتناولها.