بقلم جيفري سميث
Investing.com – ارتفعت أسعار النفط الخام في الجلسة الأمريكية لليوم الثلاثاء بعد أن أظهرت بيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة الصينية أن أحد مراكز الطلب الرئيسية على النفط لا يزال على الطريق نحو الانتعاش الواضح.
وعند الساعة 9:15 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:15 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، ارتفعت عقود الخام الأمريكي الآجلة بنسبة 1.1٪ لتتداول عند 37.67 دولار للبرميل، أما العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تقدمت بنسبة 0.9٪ لتتداول عند 39.98 دولار للبرميل.
كما ارتفعت أسعار عقود البنزين الآجلة بنسبة 0.3٪، لتتداول عند 1.1105 دولار للغالون.
ولكن المكاسب بقيت محدودة، بعد صدور التقريرين الشهرين لوكالة الطاقة الدولية اليوم، ولمنظمة أوبك يوم أمس. وأكد تقرير الوكالة الدولية ما توقعته أوبك في تقريرها، حيث قلصت خفضت توقعاتها للطلب العالمي هذا العام بمقدار 300 ألف برميل يومياً (وهو ذات الرقم الذي خفضت به أوبك توقعاتها). ومع تخفيضات الوكالة الدولية، أصبحت توقعاتها للطلب على النفط خلال العام الحالي عند أدنى مستوى لها منذ عام 2013.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها: "نتوقع أن يتباطأ تعافي الطلب على النفط بشكل ملحوظ خلال النصف الثاني من عام 2020، بعد أن حقق الطلب الجزء الأكبر من المكاسب السهلة. الطريق إلى الأمام غير واضح، وسط استمرار ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أجزاء كثيرة من العالم."
ولفتت الوكالة الانتباه إلى الدور الذي تلعبه الهند، أحد أكبر مستوردي النفط في العالم، والتي تعاني حالياً من أسوأ منحنى لفيروس كورونا بين جميع الدول التي يضربها الوباء، حيث تجاوز عدد الحالات الجديدة 94 ألف حالة يومياً، وتجاوزت الوفيات الـ 1,100 وفاة يومياً.
وكانت منظمة أوبك قد خفضت من توقعاتها للطلب العالمي على النفط يوم أمس الاثنين، قبل أيام قليلة من اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لمجموعة أوبك+، والمقرر يوم الخميس. وسيناقش الاجتماع مدى الامتثال لتخفيضات الإنتاج التي تم إقرارها في أبريل، ثم تم تخفيف حدتها في أغسطس. ولا تتوقع الأسواق إقرار المزيد من التخفيضات في اجتماع الخميس.
وبالإضافة إلى تقارير وكالة الطاقة الدولية وأوبك، هنالك تقرر ثالث صدر هذا الأسبوع ولا يزال يضغط على المعنويات، وهو تقرير المدى الطويل لشركة (بريتيش بيتروليوم). فلقد أشارت الشركة العملاقة في تقريرها، إلى أن ذروة الطلب على النفط يمكن أن تأتي أسرع مما كان متوقعاً، في منتصف هذا العقد، قبل الدخول في انخفاض طويل الأجل بسبب السياسة البيئية والتغيرات في تفضيلات المستهلكين.
وربطت معظم التوقعات ما يسمى بـ "ذروة الطلب على النفط" بموعد ليس أبكر من عام 2040 قبل وباء كورونا، لكن استهلاك النفط هو أحد مجالات الاقتصاد العديدة التي سارع فيها فيروس كورونا، الاتجاهات طويلة الأجل، التي كانت موجودة بالفعل قبل ذلك.
وأظهر نموذج التنبؤ لشركة (بريتيش بتروليوم) أن حصة النفط من احتياجات الطاقة العالمية ستنخفض إلى 28٪ بحلول عام 2030، من 33٪ في بداية العقد الحالي.
وقدم مسار إعصار سالي دعماً متواضعاً لأسعار النفط، حيث قالت الجهات الرسمية الأمريكية إن أكثر من 21٪ من الطاقة الإنتاجية في منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط قد تم إغلاقها كإجراء احترازي. وهذا الرقم أقل بكثير مما صاحب إعصار لورا الذي ضرب المنطقة في وقت سابق من موسم الأعاصير. ويشير الارتفاع الأخير لمخزونات النفط الخام إلى أن أي نقص في إمدادات خليج المكسيك خلال هذا الإعصار لن يكون مشكلة كبيرة.
وكان المركز الوطني للأعاصير قد خفض من تصنيف سالي إلى إعصار من الفئة 1 خلال ليلة الأمس. ومن المتوقع أن يصل الإعصار إلى الأراضي الأمريكية بين نيو أورلينز وفلوريدا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وهذه المنطقة ليست قريبة جداً من منطقة تجمع المصافي في شرق تكساس وغرب لويزيانا. وإذا ما صحت هذه التوقعات، فإن قدرة هذه العاصفة على تعطيل الإنتاج في منطقة خليج المكسيك ستكون أقل بكثير من قدرة عاصفة لورا.
ويترقب المستثمرون بعد ساعات قليلة، التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي، والمقرر صدوره كالمعتاد عند الساعة 4:30 من مساء اليوم بالتوقيت الأمريكي الشرقي.
وقال بيورنار تونهاوجين كبير محللي سوق النفط في شركة الاستشارات (ريستاد إنرجي): "إذا ارتفعت المخزونات مرة أخرى، وهو أمر غير مرجح، سيكون هذا مؤشر هبوطي آخر للسوق. ولكن هذه المرة راقب التخزين العائم أيضاً، لأن أرقام المخزون في منشآت التخزين الموجودة على اليابسة قد لا تعطي الصورة الكاملة."