بقلم جينا لي
Investing.com – ارتفع الذهب في الجلسة الآسيوية لليوم الثلاثاء، حيث توصل الكونجرس الأمريكي أخيراً إلى اتفاق بشأن حزمة التحفيز الموعودة التي طال انتظارها.
فعند الساعة 11:48 مساءاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:48 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفعت أسعار عقود الذهب الآجلة بنسبة طفيفة بلغت 0.14٪ لتتداول عند مستوى 1,885.35 دولار للأونصة، لكنها بقيت تحت مستوى الـ 1,900 دولار الذي كانت قد اخترقته يوم أمس الإثنين، ولكن لم تنجح في المحافظة على التداول فوقه.
وتحركت الأسهم في منطقة شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ إلى الأسفل، وهي التي تتداول في العادة في عكس اتجاه الذهب.
وأخيراً، أقر مجلس النواب في الكونغرس الأمريكي حزمة مساعدات بقيمة 892 مليار دولار، مخصصة لمواجهة فايروس كورونا، بالإضافة إلى قانون تمويل بقيمة 1.4 تريليون دولار لإبقاء الحكومة الفيدرالية ممولة لعام آخر.
وما زالت الحزمة بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ حتى تتحول من مشروع القانون إلى قانون. وكان مشروع القانون قد وصل إلى مجلس الشيوخ يوم أمس حيث بدأت مراجعته تمهيداً للتصويت، وبعد ذلك سيوقع عليه الرئيس دونالد ترامب. وتتضمن الحزمة شيكات بقيمة 600 دولار لمعظم الأمريكيين، بالإضافة إلى تمديد لبرامج معونات البطالة لأسابيع إضافية لملايين الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب الوباء. وجاء هذا في الوقت المناسب، حيث ستنتهي صلاحية مجموعة كبيرة من المعونات يوم السبت.
وعلى الضفة المقابلة من المحيط الأطلسي، تسببت السلالة الجديدة من فايروس كورونا، والتي تم اكتشافها في إنجلترا، في قيام العديد من الدول الأوروبية وغير الأوروبية بحظر السفر من وإلى المملكة المتحدة وفي بعض الحالات حتى الشحن القادم من البلاد. وضمت القائمة الطويلة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وأيرلندا وبلجيكا وتركيا من القارة الأوروبية، وكندا والأرجنتين وتشيلي والهند وهونغ كونغ من خارج القارة. كما تناقلت وكالات الأنباء أن دولاً أخرى تدرس فرض حظر على الطيران القادم من البلاد.
كما تسببت السلالة الجديدة، والتي تم تسميتها باسم B.1.1.7، في فرض الإغلاق الكامل، وتطبيق المستوى 4 الشديد من إجراءات التقييد، على لندن وجنوب شرق إنجلترا، وهو ما تسبب في فوضى في السفر مع الغاء الرحلات الجوية التي كانت مقررة من وإلى المنطقة، بل وحتى احتمال نقص الغذاء، قبل أيام قليلة من عيد الميلاد المجيد.
وحذر كبير المستشارين العلميين في بريطانيا، السير باتريك فالانس خلال مؤتمر صحفي يوم أمس الاثنين، من أنه قد تم تأكيد كون سلالة B.1.1.7 أكثر قدرة على الانتشار، وهذا "يعني على الأرجح أن الإجراءات ستزداد في بعض المناطق ولن يتم تخفيفها".
وإلى جانب هذه الأزمة الصحية، تسابق البلاد عقارب الساعة للتوصل إلى اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبي، حيث لم يتبق سوى أيام قليلة قبل انتهاء صلاحية الاتفاقية الانتقالية التي تحكم العلاقات التجارية بين الطرفين حالياً، والتي سينتهي العمل بها مع نهاية أخر أيام هذا العام، أي بعد 9 أيام فقط من اليوم.
وعلى الرغم من أن التقارير تفيد بأن الاتحاد الأوروبي يفكر في حل وسط بشأن حقوق الصيد، وهو الموضوع الذي كان حجر عثرة أمام التوصل إلى اتفاق، حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أنه لا تزال هناك "مشاكل" في الوصول إلى تفاهم.
ورغم المخاوف، والتقلبات في سوق الأسهم، إلا أن الذهب يتابع اليوم انخفاضه خلال الجلسة الأوروبية.
ويقول البعض إن الذهب يتابع انخفاضه لأن أثر حزمة التحفيز شهده السوق يوم أمس، بعد أن وصلت العقود الآجلة لـ 1,912 دولار للأوقية.
ويقول محللون إن المستوى الأهم الآن هو مستوى 1,870 دولار للأوقية، طالما ظل الذهب فوقه، يظل هناك أمل بالارتفاع.
ويظل مؤشر الدولار الأمريكي شوكة في حلق الذهب، فيستمر بالارتفاع لليوم الثاني على التوالي.
الرسم البياني لليوم: مؤشر الدولار الأمريكي يتعافى ويضغط على الجميع، ولكن إلى متى؟