بقلم لورا سانشيز
Investing.com - علق الخبراء على التحول الصعودي الحاد في النفط الخام منذ يوم أمس، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها توصلت إلى اتفاق مع بعض الدول المستهلكة للنفط الخام، بما في ذلك الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان، للإفراج عن جزء من مخزونها الاستراتيجي من النفط. والذي يعرف اختصارًا باللغة الانجليزية (SPR).
"على الرغم من أن الهدف من هذا الاتفاق هو زيادة المعروض من النفط الخام في السوق وبالتالي خفض سعره، وكما يقولون فإن هذا الاتفاق "جاء بنتيجة عكسية"، و يقول المحللون في لينك سيكيوريتيز إنه من المحتمل أن ذلك قد حدث نتيجة لأحد الأسباب التالية:
(1) إما لأن هذا الإجراء تم توقعه بالفعل من قبل المستثمرين؛
(2) وإما لأنه كان من المتوقع اتخاذ إجراءات أكثر قوة؛
(3) وإما لأن التأثير المحتمل لهذا الإجراء سيكون مؤقتًا أو كما يقول المثل: "نأكل الخبز كله اليوم ونجوع غدًا"
ويميل بن ليدلر لنفس الرأي، وهو يشغل منصب محلل الأسواق العالمية لدى إي-تورو حيث يقول: "تمتلك الاقتصادات الرئيسية بشكل عام 1.5 مليار برميل من النفط، أوما يكفى لتلبية الطلب لمدة 15 يومًا. ويكمن الخطر في أن الإفراج عن احتياطيات النفط سوف يأتي بنتائج عكسية وسيؤدي إلى ارتفاع الأسعار. ويمكن اعتبار هذا مجرد إجراء يائس وقصير المدى، وسيكون تأثيره طفيف نظرًا لأن حجم الاحتياطيات صغير نسبيًا لأنها معدة لاستخدامها في حالات الطوارئ الحقيقية ".
وأضاف المحللون فى لينك سيكيوريتيز: " بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال أن تقوم منظمة أوبك + بالانتقام وتقليص الانتاج خلال الاجتماع الذي ستعقده مع شركائها في ديسمبر- وهو الاجتماع الذي كان من المفترض أن يتم خلاله الحفاظ عل نفس معدل زيادة الانتاج – وذلك من خلال عدم زيادة الانتاج لمدة شهرين فقط، حيث سيحاولون معالجة آثار الإفراج عن الاحتياطيات الاستراتيجية للبلدان المذكورة أعلاه"،
وذكر ليدلر ثلاثة حالات تم اللجوء فيها إلى احتياطيات النفط العالمية خلال فترات سابقة: في عام 1991 (حرب الخليج) ، وفي عام 2005 (إعصار كاترينا)، وفي عام 2011 (توقف انتاج ليبيا). وكانت أكبر كمية تم بيعها من الاحتياطيات حوالي 60 مليون برميل، وهو أقل بكثير من الطلب العالمي ليوم واحد. وقد تحركت الولايات المتحدة 12 مرة فقط ، وكانت أكبر كمية باعتها تقدر بحوالي 10 ملايين برميل من النفط. أما الصين، وهى أكبر مستورد في العالم، فقد باعت 7 ملايين برميل للمرة الأولى في سبتمبر "، وذلك كما يقول محلل إي تورو.
وحذر ليدلر من عمليات البيع من الاحتياطي قائلًا: "البيع أمر خطير. إن احتياطي البترول الاستراتيجي صغير، وستصبح المبيعات من الاحتياطي غير فعالة، كما أن أوبك ليس لديها مجال كبير لضخ المزيد (وقد تضخ كمية أقل لتعويض المبيعات من احتياطي البترول الاستراتيجي). ومازال ارتفاع الطلب مستمرًا على الرغم من أن الاستثمارات الجديدة في النفط تضاءلت بشدة مقارنة بالمستويات التاريخية السابقة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التحول إلى الحياد الكربوني "،.
وفى النهاية يقول المحللين فى لينك سيكيورتيز: "ما يجب على الرئيس بايدن فعله هو تشجيع عمليات التكسير الصخري الأمريكية بدلاً من إعاقتها، وهو النهج الذي تبناه منذ تولى منصبه. إن "فتح أبواب المستودعات" أمر معقد للغاية، ولا يبدو أنه سينجح في حالة النفط الخام، حيث تمت استعادة السيطرة على السوق من قبل منتجي أوبك + ، ويمكنهم التدخل في السوق بدون زيادة إنتاجهم "