Investing.com - يبدو أن فيروس كورونا وارتفاع معدلات الإصابة قد وجدوا أخيرًا من يقهرهم؛ حيث انسحب شبح عودة الإغلاقات على توقعات الطلب العالمي على النفط وهو ما أدى إلى كبت الأسعار.
وعلى الرغم من خفوت نيران الكورونا ومتحوراته، شهدت الأيام الأخيرة الماضية تنامي مخاوف أخرى يبدو أنها حررت أسعار النفط، حيث الخوف من المجهول والتوترات الجيوسياسة.
وما بين تعثر مفاوضات الملف النووي الإيراني واحتمال غزو روسيا للجارة الأوكرانية، وتفجيرات إرهابية في أنابيب نفطية في أبوظبي نهاية بتفجيرات قهرمان التركية، حلقت أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها في 8 سنوات.
عاجل: مفاجأة سارة.. لكن احترس من الفخ
اقرأ| الرسم البياني: هل يتجه النفط نحو الـ 100 دولار؟
النفط الآن
ونجح خام نايمكس الأمريكي الخفيف في تجاوز مستويات الـ 87 دولار للبرميل قبل أن يقلص جانبًا من مكاسبه نزولًا إلى مستويات 86.2 دولار للبرميل ولا يزال مرتفعا في حدود 1%.
بينما نجح خام برنت القياسي في تجاوز مستويات الـ89 دولار للبرميل في التعاملات المبكرة قبل أن يقلص جانبا من مكاسبه نزولا إلى مستويات أعلى الـ88 دولار للبرميل بارتفاع في حدود 1%. ويتداول خام نايمكس وخام برنت القياسي حاليا أعلى مستويات أكتوبر 2014 أي من ما يزيد عن 7 سنوات.
الصورة الكاملة
بدأ الأمر مع انخفاض شديد في درجات الحرارة وأزمة طاقة في أوروبا وتجدد المخاوف بشأن حدوث عجز في سد الطلب المتزايد. مرورًا بتعثر المفاوضات في الملف النووي الإيراني ما يجعل عودة التدفقات النفطية من إيران بعيد المنال في الوقت الحالي.
وبالإضافة إلى ذلك يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا بات أقرب من أي وقت مضى حيث تؤكد الاستطلاعات الأمريكية أن القوات الروسية على أهبة الاستعداد لتنفيذ هجوم خاطف. ومن المرجح أن تواجه الولايات المتحدة وحلف الناتو التمدد الروسي عبر حزمة من العقوبات على واحد من أكبر منتجي النفط في العالم.
وأشعل الهجوم الإرهابي الغاشم من جماعة الحوثي على منطقة مصفح في أبوظبي من ارتفاع الأسعار بعد تأثر المنطقة الغنية بالنفط بالهجوم وقالت شركة النفط الإماراتية أدنوك أنها فعلت الخطط الضرورية لاستمرارية الأعمال لضمان توفير إمدادات موثوقة من المنتجات لعملائها في الإمارات وحول العالم.
وأعلنت شركة بوتاس التركية الحكومية أنها أوقفت تدفق النفط عبر خط أنابيب كركوك جيهان في أعقاب انفجار قرب محافظة قهرمان مرعش في جنوب شرق تركيا. وقالت الشركة بأنه سيتم تشغيل خط أنابيب النفط في أقرب وقت ممكن بعد اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
ماذا بعد؟
قال إدوارد مويا، كبير المحللين لدى شركة تداول العملات الأجنبية أواندا: "إن أوبك+ تخفق في بلوغ حصصها من الإنتاج. وإذا استمرت التوترات الجيوسياسية في التصاعد، فإن خام "برنت" لن يحتاج إلى دفعة كبيرة حتى يبلغ مستوى 100 دولار للبرميل."
وقالت لويز ديكسون، كبيرة محللي أسواق النفط لدى ريستاد إنرجي، بأن المخاطر الجيوسياسية في المنطقة تشير إلى أن الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي لم يعد مطروحا على الطاولة في المستقبل المنظور، مما يعني بقاء النفط الإيراني خارج السوق.
وقال محلل من إيه.إن.زد ريسيرش في مذكرة: "التوتر الجيوسياسي الجديد يزيد من المؤشرات الحالية على الشح بالسوق".
وقال محللو شركة السمسرة الأسترالية "كومسيك": "إن أسعار النفط تلقت دعمًا من درجات الحرارة الأكثر برودة في فصل الشتاء وذلك في نصف الكرة الشمالي، وأن تلك الأوضاع عززت الطلب على وقود التدفئة."
بينما يرى آش جلوفر، المحلل لدى سي إم سي ماركتس: "إن توقعات المحللين تشير إلى أن الطلب سوف يتجاوز المعروض في العام الجاري إذ يتجه العالم لإعادة فتح الاقتصاد والحدود بعد عامين من الإغلاقات."
وقال كلاوديو جاليمبرتي، نائب الرئيس الأول للتحليل في ريستاد إنرجي، إنه إذا كانت أوبك منضبطة وأرادت إبقاء السوق ضيقة، فقد ترفع الأسعار إلى 100 دولار، وبينما يمكن أن يصل النفط مؤقتًا إلى أكثر من 90 دولارًا هذا العام.
واشنطن
أعلن البيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعمل مع الدول المنتجة للنفط لضمان زيادة العرض وتلبية الطلب، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الخام لأعلى مستوى في سبع سنوات. وعلى الرغم من التوترات الجيوسياسية وتفشي "أوميكرون"، أبقت "أوبك" في تقريرها الشهري للإنتاج الصادر أمس على توقعاتها للطلب العالمي على النفط في العام الجاري عند 100.8 مليون برميل يوميًا.
ووافقت وزارة الطاقة الأمريكية على منح قرض نفطي من الاحتياطي الاستراتيجي الوطني إلى شركة أتلانتيك تريدنج آند ماركتنج التابعة لشركة توتال (PA:TTEF) إنرجيز Total Energies الفرنسية.
ويأتي هذا القرار ضمن جهود الإدارة الأمريكية للسيطرة على ارتفاع أسعار النفط، إذ يعد هذا القرض الخامس منذ إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إطلاق ما يصل إلى 50 مليون برميل من النفط من الاحتياطي الاستراتيجي.
عاجل: تصريحات عاصفة.. تثير القلق
الموقف السعودي
قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إنه مرتاح على الدوام لأسعار النفط وإن من حق الحكومة الأمريكية السحب من احتياطيات النفط الاستراتيجية.
وكانت الحكومة الأمريكية نهاية العام الماضي اتخذت قرارا بالسحب من مخزونات النفط بواقع 50 مليون برميل لضبط أسعار النفط.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن السحب من احتياطيات النفط الاستراتيجية الأمريكية أمر يخص الحكومة الأمريكية. وقال الأمير عبد العزيز إنه لا يشعر بالقلق من إفراج الولايات المتحدة عن مزيد من النفط من احتياطيها البترولي الاستراتيجي، ما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط الخام.