Investing.com - بعدما استولت القوات الروسية تقريبا على كامل بحر أزوف والموانئ الأوكرانية في البحر الأسود لم يعد أمام أوكرانيا سوى عمليات النقل عبر القطار، وهو ما يهدد انتظام سلاسل إمداد دولة تعد سلة غذاء أوروبا، وتعتمد العديد من دول العالم على واردات السلع الأوكرانية والروسية ومن بينها دول عربية.
وقال وزير الزراعة الأوكراني اليوم الاثنين إنه يتوقع محصولا كبيرا هذا العام ويأمل في أن تتمكن بلاده من تصدير الحبوب لكنه حذر من أن استمرار الحرب سيعني ارتفاع الأسعار لجميع البلدان.
وأضاف وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي إن الوضع صعب فيما يتعلق بالوقود اللازم لحقول الربيع، وكذلك عمليات نقل المحصول.
وقال وزير الزراعة الأوكراني أن استمرار الحرب يعني ارتفاع أسعار السلع والمحاصيل في جميع البلدان
ورغم أنه توقع موسم حصاد ضخم للغاية.. إلا أن وزير الزراعة الأوكراني قال أنه يأمل أن تكون أوكرانيا قادرة على تصدير الحبوب، وأضاف:"على جميع الدول أن تفهم أن استمرار الحرب يعني زيادة الأسعار".
وتعد الملاحة الكاملة في بحر آزوف لا تزال متوقفة، لكن بعض السفن بدأت عبور مضيق كيرتش إلى البحر الأسود وهي سفن تابعة إلى روسيا.
تحذير عالمي
وتحذر الأمم المتحدة وبنوك الاستثمار العالمية من أن العالم قد يواجه أزمة غذاء حادة في ظل توقف سلاسل الإمداد من أكبر منتجي القمح في العالم روسيا وأوكرانيا بفعل الحرب.
يأتي ذلك تزامنا مع تطويق روسيا للبحر الأسود و الإستيلاء على أغلب المنافذ البحرية التجارية في أوكرانيا ما أوقف صادرات القمح الأوكراني.
وقالت شركة الاستشارات الزراعية إيه.بي.كيه إنفورم اليوم الأحد إن تجارا صدروا أول شحنات من الذرة الأوكرانية لأوروبا بالقطار مع استمرار إغلاق موانئ البلاد بسبب الغزو الروسي.
عاجل: صفعة عنيفة .. ارتباك كبير
وقالت إيه.بي.كيه إنفورم إن الدفعات الأولى وتشمل آلاف الأطنان من الذرة تم تصديرها بالفعل عبر الحدود الغربية البرية لأوكرانيا.
وتتحكم أوكرانيا وروسيا فيما يقرب من 30% من إنتاج وصادرات القمح في العالم، بخلاف الحصة الاستراتيجية في سلة الحبوب العالمية كالذرة والشعير.
ووفقا لتقرير منظمة الغذاء العالمية لا تزال أوكرانيا تحتفظ بمخزونات كبيرة من الحبوب، وربما تبدأ في شحن الصادرات بالقطار عبر حدودها الغربية.
حظر أوكراني وروسي
وقالت وزارة الزراعة إن أوكرانيا، منذ أيام أنها حظرت تصدير الأسمدة بسبب الغزو الروسي، جاء ذلك بعد أيام قليلة من قرار حظر تصدير بعض السلع الزراعية، وقررت إصدار تراخيص لسلع التصدير الرئيسية، ومنها القمح والذرة وزيت دوار الشمس.
وقالت الوزارة في بيان إن مجلس الوزراء قرر حظر تصدير الأسمدة من أوكرانيا،وأضافت أن الحظر سيساعد في الحفاظ على التوازن في السوق المحلية، ويطبق على أسمدة النيتروجينية والفوسفورية والبوتاسية والأسمدة المخلوطة.
واتخذت الحكومة الأوكرانية قرار حظر تصدير بعض السلع الزراعية، وقررت إصدار تراخيص لسلع التصدير الرئيسية، ومنها القمح والذرة وزيت دوار الشمس.
وكانت روسيا قررت فرض حظر على صادرات القمح سيتم فرضه في الفترة من 15 مارس إلى 30 يونيو 2022 بما في ذلك حظر مؤقت على تصدير القمح والميسلين والجاودار والشعير والذرة من الاتحاد الروسي.
أزمة غذاء
وحذر جولدمان ساكس (NYSE:GS) في وقت سابق من أن أسعار الحبوب قد تسجل مزيدًا من الارتفاع لأن الحرب في أوكرانيا والعقوبات المطبقة على روسيا قلبت الإمدادات من منطقة البحر الأسود رأسًا على عقب.
وقال جولدمان أن الاضطرابات في خطوط الشحن، وارتفاع تكاليف المدخلات والمخاوف بشأن زراعة المحاصيل الجديدة في أوكرانيا دفعت سوق الحبوب العالمي نحو أكبر صدمة منذ الفترة المعروفة بالسرقة الكبرى للحبوب في سبعينيات القرن الماضي.
ارتبطت تلك الفترة بزيادة حادة للأسعار بعدما اتضح أن الاتحاد السوفيتي أبرم صفقة تسببت في القضاء بشكل مؤثر على مخزونات القمح الأمريكية.
ورفع جولدمان ساكس توقعاته لأسعار الذرة وفول الصويا والقمح، إذ يتوقع وصول سعر الذرة عند 7.75 دولار للبوشل بحلول الصيف.
عاجل: عاجل: إعلان صادم ومفاجئ للرئيس بوتين
بينما توقع جولدمان أن يصل سعر فول الصويا عند 17.5 دولار للبوشل أما القمح فقد يسجل 12.5 دولار للبوشل.
وأضاف محللو المصرف الأمريكي نحن نرى ضغوطا صعودية واضحة في منحنيات البيانات في جميع أنحاء العالم.
وقال المحللون أن توقعاتهم لا تزال صعودية تجاه عقود المحاصيل الجديدة في القطن والذرة وفول الصويا مع احتمال حدوث زيادة كبيرة في الأسعار نتيجة للظروف الجوية غير المواتية في الولايات المتحدة، أو الاضطرابات الأوكرانية.