Investing.com - واصلت أسعار الذهب تراجعها إلى أدنى مستوى لها في حوالي شهرين يوم الخميس وسط ارتفاع شهية المخاطرة وصعود الدولار بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأسبوع الماضي.
انخفضت الأسعار الفورية للمعدن الأصفر بأكثر من 7% منذ صدور نتائج الانتخابات إلى 2,547 دولار للأونصة بعدما تراجعت بـ 1% أخرى خلال خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم. كما تم تداول عقود الذهب الآجلة في بورصة نيويورك عند 2,552 دولار، متراجعة بنحو 1.3%.
شهدت أسعار الذهب تراجعاً في ستة من آخر سبع جلسات منذ فوز ترامب، بعد سلسلة من المكاسب القياسية التي حققها الذهب خلال العام الماضي.
وقال ماكسيميليان لايتون، رئيس أبحاث السلع في سيتي، إن "موجة صعود الذهب والفضة تمر بمرحلة توقف، وقد يستمر ذلك لبضعة أسابيع". وبيّن أن أسعار الذهب قد تتجه للانخفاض مع ارتفاع الأسهم الأمريكية في ظل آمال بتخفيض الضرائب. حيث إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض دفعت الأسهم الأمريكية إلى مستويات قياسية، رغم أن هذا الارتفاع قد شهد بعض التراجع.
وفي الوقت نفسه، زادت شهية المخاطرة بعد الانتخابات مما دفع العملات المشفرة لمستويات قياسية، حيث تم تداول البيتكوين مؤقتاً فوق 93,000 دولار لأول مرة يوم الأربعاء، وسط آمال بأن يفي ترامب بوعوده العديدة الإيجابية للصناعة.
وقال لايتون لقناة CNBC: "فوز ترامب والجمهوريين بأغلبية مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب والتوقعات بشأن خفض الضرائب والتخفيف من القيود التنظيمية دفع الأموال نحو الأسهم والبيتكوين بعيداً عن الذهب".
قوة الدولار تضغط على الذهب
ارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ عام، مما جعل الذهب المُسعّر بالدولار أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، حيث يسجل الآن مستوى 106.92 نقطة، مرتفعًا بحوالي 0.51% خلال اليوم.
وكتب فيفيك دار من بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة يوم الأربعاء أن "ارتفاع الدولار الأمريكي يعكس توقعات الأسواق لأجندة ترامب التي ستشعل التضخم، والتي تتضمن أساساً تخفيضات ضريبية وفرض رسوم جمركية".
التفاؤل ما زال مستمراً بشأن أساسيات سوق الذهب
على الرغم من تراجع أسعار الذهب، لا يزال المحللون متفائلين بشأن أساسيات سوق الذهب. وأوضح لايتون أن العوامل الداعمة لسوق الذهب لا تزال قائمة، مشيراً إلى أن هناك تكهنات متزايدة بشأن مقترحات ترامب للرسوم الجمركية وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد العالمي.
وأضاف: "مع هذه الاحتمالات، سيقوم الناس بشراء الذهب والفضة للتحوط من المخاطر وعدم اليقين".
كما يتوقع أن يبقى الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية قوياً، أو حتى ينمو، نظراً للتوقعات المالية السلبية للولايات المتحدة وزيادة التوترات الجيوسياسية، وفقاً لشركة الخدمات المالية كاناكورد جنويتي. حيث قامت البنوك المركزية بشراء كميات قياسية من الذهب في النصف الأول من عام 2024.
وكتب محللو البنك في تقريرهم: "إذا كانت الولاية الثانية لترامب مثل الأولى، بنهج تصادمي مع الأصدقاء والخصوم على حد سواء، فإننا نعتقد أن الطلب الدولي القوي على الذهب كأصل احتياطي سيستمر بالنسبة إلى الطلب على السندات الأمريكية".
وأشاروا إلى أن مزيجاً من تزايد الديون الأمريكية والتوترات الجيوسياسية والطلب من البنوك المركزية من المتوقع أن يدعم أسعار الذهب الأعلى.