صفقة اثنين الإنترنت:خصم يصل إلى 60% InvestingProاحصل على الخصم

مقابلة-فاو: تفاقم الصراع يضرب مناطق زراعة القمح الرئيسية في سوريا

تم النشر 19/11/2015, 17:52
© Reuters. مقابلة-فاو: تفاقم الصراع يضرب مناطق زراعة القمح الرئيسية في سوريا

من سليمان الخالدي

عمان (رويترز) - قال مسؤول كبير في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إن اشتداد الحرب في مناطق زراعة القمح الرئيسية في شمال سوريا هذا العام سيزيد من صعوبة وصول المزارعين إلى أراضيهم وقد يعيق زراعة المزيد من الحبوب هذا الموسم.

وقال عبد السلام ولد أحمد المدير العام المساعد للفاو والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا إن الظروف بالنسبة للمزارعين تتدهور على الرغم من أن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى موسم أمطار جيد للسنة الثانية على التوالي.

وقال ولد أحمد "تفاقم الصراع في سوريا أكثر وازدادت حدة تأثيره على الإنتاج."

وأضاف "الأوضاع داخل سوريا اليوم صعبة للغاية بالنسبة للإنتاج الزراعي وهناك الكثير من المعوقات التي تحول دون استمرار المزارعين في زراعة حقولهم من بينها المخاوف الأمنية وصعوبة تخزين وبيع منتجاتهم."

وأشار إلى "تفاقم القتال في المحافظات التي تشكل سلة الغذاء لسوريا" في إشارة إلى محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وهي محافظات تنتج وحدها 70 في المئة تقريبا من إجمالي محصول القمح في البلاد.

وشهدت هذه المناطق قتالا عنيفا هذا العام بين وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة بتغطية جوية أمريكية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وهذا هو أشد قتال تشهده هذه المنطقة منذ بداية الحرب.

كما اشتد الصراع في محافظة حلب وفي سهل الغاب الخصب في محافظة حماه وفي محافظة إدلب بشمال غرب البلاد وجمعيها أراض صالحة للزراعة.

وقال ولد أحمد إن الصراع المتنامي سيعيق موسم الزراعة حتى لو كان معدل هطول الامطار ممتازا كما كان في العام الماضي.

وحل موسم الأمطار في العام الماضي مبكرا وساهم في تعزيز إنتاج الزراعات الموسمية وسجل أفضل معدلات هطول الأمطار منذ عشر سنوات ليساهم في زيادة إنتاج القمح إلى ما يقدر بواقع 2.445 مليون طن في 2015 وهو مستوى أفضل بكثير من العام السابق الذي تميز بالجفاف.

وقال المسؤول في المنظمة إن إنتاج الشعير بلغ 986 ألف طن في 2015 وهو المستوى الأفضل له منذ عام 2006 على الرغم من أن الإنتاج تركز في مساحة زراعية أصغر.

غير أن الموسم الذي شهد أمطارا غزيرة لم يساهم كثيرا في وقف تراجع مساحة الأراضي المزروعة في عام 2015 والتي تقلصت بشكل ممنهج منذ بداية الصراع في عام 2011 وتشير التقديرات إلى أن مساحات زراعة القمح بلغت الآن أدنى مستوياتها منذ ستينات القرن العشرين.

ولا يزال إنتاج القمح يقل 40 في المئة عن مستوياته قبل الحرب.

وقال ولد عمر إن فاو توسع عملياتها في أنحاء سوريا وتعزز عملية توزيع البذور وتقديم المساعدة الفنية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة للمساهمة في كبح تراجع مساحة الأراضي المزروعة.

* النقل والتضخم والوقود

وحذر ولد أحمد من أن نطاق الصراع يزيد من تدهور الأوضاع الصعبة بالفعل التي يواجهها المزارعون في تخزين ونقل وتسويق السلع الزراعية.

وأشار إلى أن معدلات التضخم ارتفعت بدورها جراء خفض قيمة العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار الوقود بالإضافة إلى النقص المزمن في الأسمدة وهو ما رفع تكلفة الإنتاج.

وقال "ستزداد حدة المصاعب التي يعاني منها المزارعون في نقل محصولهم عبر الجبهات التي يضطرون عند عبورها في كل مرة إلى دفع جزء من إنتاجهم."

وتسبب انخفاض إنتاج الغذاء في أن تعتمد سوريا بشكل أكبر على المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي ومنظمات أخرى.

وأضاف ولد أحمد أن احتياجات الاستيراد تزيد على الرغم من وجود ملايين اللاجئين خارج سوريا الذي قلص الاحتياجات الغذائية بشكل عام في الداخل.

وقال "الواردات ستتنامى لكنها ستكون أكثر كلفة بسبب أقساط التأمين التي ارتفعت بشكل كبير وهو ما يجعل كلفة استيراد الطن الواحد من القمح إلى سوريا أعلى كثيرا."

ونقل ولد أحمد عن إحصاءات منظمة الفاو أن أكثر من نصف السكان في سوريا يعانون حاليا من سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي في بلد كانت في وقت ما تتمتع باكتفاء ذاتي ولا تنتج الآن سوى نصف كمية الغذاء التي تستهلكها.

© Reuters. مقابلة-فاو: تفاقم الصراع يضرب مناطق زراعة القمح الرئيسية في سوريا

وتلقى القطاع الزراعي ضربة قوية جراء انهيار نظام حكومي مركزي كان يزود المزارعين بالبذور والوقود بأسعار مدعمة ويعرض أسعارا مغرية لاعادة شراء القمح بشكل فوري بعد الحصاد.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.