من نايليا باجيروفا و نفارد هوفهانسيان و جون إيرش
باكو/يريفان/باريس (رويترز) - تكثف فرنسا والولايات المتحدة وروسيا الجهود لإنهاء القتال بين قوات أذربيجانية وأخرى من الأرمن في جنوب القوقاز بإجراء محادثات في جنيف يوم الخميس مع تصاعد المخاوف من نشوب حرب إقليمية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن ممثلين عن روسيا وفرنسا والولايات المتحدة سيجتمعون أيضا في موسكو يوم الاثنين للبحث عن سبل لإقناع الأطراف المتحاربة بالتفاوض في سبيل وقف إطلاق النار.
وأضاف أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي "نود من الجميع إدراك أن من مصلحتهم وقف القتال فورا ودون شروط وبدء عملية تفاوض".
ولم يوضح لو دريان ما إذا كان ممثلون عن أرمينيا وأذربيجان سيحضرون لكن أذربيجان قالت إن وزير خارجيتها جيهون بيراموف سيزور جنيف يوم الخميس.
وقالت وزارة الخارجية في أرمينيا إن الوزير زوهراب مناتساكانيان سيزور موسكو يوم الاثنين لكنها لم تخض في التفاصيل. واستبعدت عقد اجتماع مع بيراموف.
وتتجاهل الأطراف المتحاربة حتى الآن دعوات لوقف إطلاق النار أطلقتها باريس وواشنطن وموسكو التي تتوسط في الصراع على إقليم ناجورنو قرة باغ منذ قرابة ثلاثة عقود. والإقليم الجبلي جزء من أذربيجان بحكم القانون الدولي لكن يقطنه ويحكمه الأرمن.
وتتباين مواقف زعماء أذربيجان وأرمينيا أيضا على شروط وقف القتال الذي اندلع يوم 27 سبتمبر أيلول.
وسقط أكثر من 360 قتيلا بينهم 320 عسكريا و19 مدنيا في ناجورنو قرة باغ إلى جانب 28 مدنيا أذربيجانيا. والاشتباكات هي الأعنف منذ الحرب على ناجورنو قرة باغ التي دارت رحاها من عام 1991 إلى عام 1994 وراح ضحيتها نحو 30 ألف شخص.
وتقول أذربيجان إن مدنها الواقعة خارج منطقة الصراع تعرضت كذلك لهجمات ليقترب القتال بذلك من أراض تمر بها خطوط أنابيب تحمل النفط والغاز من أذربيجان لأوروبا.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي "يجب أن ننتبه كي لا تتحول الحرب بين أرمينيا وأذربيجان إلى حرب إقليمية".
وتحدثت إيران، الواقعة على الحدود مع كل من أرمينيا وأذربيجان، مع الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين وسط تصاعد المخاوف من أن تركيا، الحليف المقرب لأذربيجان، وروسيا، التي تربطها اتفاقية دفاع بأرمينيا، قد تنجران للصراع.
* شروط وقف إطلاق النار
تتقاسم فرنسا والولايات المتحدة وروسيا رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي تتوسط بشأن ناجورنو قرة باغ.
وتتهم تركيا مجموعة مينسك بإهمال الصراع وقالت إنه يجب ألا تشارك المجموعة في الوساطة.
ورد لو دريان على تركيا بتكرار اتهامات تنفيها أنقرة بالتدخل عسكريا في الصراع وقال إن هذا الأمر يزيد احتمالات "تدويل" الصراع.
وقال رئيس أذربيجان إلهام علييف إن بلاده لن تجري محادثات مع أرمينيا إلا بعد انتهاء مرحلة الصراع العسكري الحرجة وإنها ترغب في مشاركة تركيا في الوساطة.
وذكر أنه يريد من أرمينيا وضع جدول زمني للانسحاب من ناجورنو قرة باغ والمدن الأذربيجانية المحيطة.
ونقلت الخدمة الصحفية لرئيس وزراء أرمينيا نيكون باشينيان قوله لمجلة تايم إن شروط بلاده لوقف إطلاق النار هي أن تكف تركيا عن الانخراط في الصراع وأن يتم "سحب المرتزقة والإرهابيين أو التخلص منهم".
وفي تصريحات لقناة سكاي نيوز قال باشينيان إن تركيا وأذربيجان تتبعان سياسة الإبادة الجماعية و"إعادة الإمبراطورية التركية". وتنفي الدولتان مثل هذه الاتهامات.
وتشير الإبادة الجماعية للأرمن إلى مقتل 1.5 مليون منهم على يد الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1915 و1923.
وتقر تركيا بأن كثيرا من الأرمن الذين كانوا يعيشون في الإمبراطورية قتلوا في اشتباكات مع قوات عثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها ترفض الأرقام وتنفي أن تكون عمليات القتل نُفذت بطريقة ممنهجة أو تمثل إبادة جماعية.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)