من ديفيد دولان وأشلي كاندمير
اسطنبول (رويترز) - قال جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي يوم السبت إن الولايات المتحدة وتركيا مستعدتان لحل عسكري ضد الدولة الإسلامية في سوريا إذا أخفقت الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في التوصل إلى تسوية سياسية.
ومن المزمع إجراء أحدث جولات المحادثات بشأن سوريا يوم الاثنين في جنيف ولكنها مهددة بالتأجيل لأسباب منها الخلاف بشأن من سيشكل وفد المعارضة.
وقالت الجماعات المسلحة في سوريا يوم السبت إنها تُحمل الحكومة السورية وروسيا المسؤولية عن أي فشل قد يحيق بمحادثات السلام التي تستهدف إنهاء الحرب الأهلية في البلاد.
وأضاف بايدن في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو "نعلم أنه من الأفضل التوصل لحل سياسي ولكننا مستعدون... إذا لم يكن ذلك ممكنا لأن يكون هناك حل عسكري لهذه العملية وطرد داعش" في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر مسلحوه على أجزاء من سوريا.
وأوضح مسؤول أمريكي فيما بعد أن بايدن كان يتحدث عن حل عسكري خاص بالدولة الإسلامية لا في سوريا ككل.
واستبعدت المعارضة السورية المدعومة من السعودية إجراء محادثات ولو غير مباشرة ما لم تتخذ دمشق خطوات تشمل وقف الغارات الجوية الروسية.
وقال بايدن إنه وداود أوغلو ناقشا أيضا كيف يمكن للبلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي تقديم مزيد من الدعم لقوات المعارضة السنية العربية التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأرسلت الولايات المتحدة عشرات من جنود القوات الخاصة لمساعدة قوات المعارضة التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا على الرغم من أن هذه القوات لا تستهدف القتال في خطوط المواجهة.
وتشن واشنطن مع حلفائها غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق وتدعم مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون هذا التنظيم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم السبت إنه واثق من أن محادثات السلام السورية ستمضي قدما بعد أن عقد محادثات مع دول مجلس التعاون الخليجي في السعودية.
والتقى كيري أيضا في الرياض مع رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية ومندوبين آخرين في الهيئة التي تمثل المعارضة السورية.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "لقد ناقشوا المفاوضات المقبلة التي تعقد برعاية الأمم المتحدة فيما يتعلق بانتقال سياسي في سوريا والكل اتفق على الحاجة الملحة لإنهاء العنف الذي يعاني منه الشعب السوري."
وأضاف أن كيربي شدد أيضا على أهمية الحفاظ على زخم المجموعة الدولية لدعم سوريا وهي تجمع للقوى الكبرى والقوى الاقليمية التي تدعم جهود السلام.
وبعد محادثات مع مجلس التعاون الخليجي قال كيري إن الكل في الاجتماع اتفق على ضرورة اجتماع مجموعة الدعم من جديد فورا بعد انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات السورية.
* الخلاف بشأن الجماعة الكردية السورية
وقال صالح مسلم الذي يشارك في رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي- وهو التجمع الكردي الرئيسي في سوريا- يوم الجمعة إن محادثات السلام السورية ستفشل إذا لم يكن الأكراد ممثلين.
وبينما تفرق الولايات المتحدة بين حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تقدم الدعم لمقاتليه وحزب العمال الكردستاني في تركيا إلا أن داود أوغلو شدد على أن موقف تركيا هو أن الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي جزء من حزب العمال الكردستاني ويتلقى منه الدعم.
وسيطرت وحدات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي على مساحات في سوريا منتزعة إياها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية بمساعدة ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة. وأعلنت قيام إدارة حكم ذاتي وسط استياء في أنقرة. وقال داود أوغلو يوم السبت إن حزب الاتحاد الديمقراطي صار يشكل تهديدا متناميا لتركيا.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن داود أوغلو قوله أيضا للصحفيين وهو في طريقه إلى تركيا من دافوس إن أنقرة ستهاجم وحدات حماية الشعب في شمال سوريا تماما مثلما تهاجم أهداف حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وقاتلت تركيا على مدى عقود انفصاليي حزب العمال الكردستاني. واستعر الصراع من جديد في يوليو تموز ليتحول إلى مواجهة مع قوات الأمن التركية.
ووجه بايدن انتقادا شديد اللهجة لحزب العمال الكردستاني المدرج في قوائم الإرهاب الأمريكية والتركية وقوائم الاتحاد الأوروبي.
وفي كلمة ألقاها بعد لقائه مع بايدن كرر داود أوغلو احترام تركيا لوحدة أراضي العراق حيث تنشر تركيا قوات لها هناك على الرغم من اعتراض بغداد.
وفي وقت لاحق التقى بايدن بالرئيس التركي طيب اردوغان لكن لم يصدر عن الاجتماع بيان مشترك مثلما كان متوقعا. وقالت مصادر رئاسية بعد الاجتماع إن اردوغان شدد مجددا على أن عمليات تركيا في بعشيقة حيث تتمركز قوات تركية هناك تستهدف تدريب القوات المحلية. ودعا اردوغان لبذل جهود جادة لتطهير العراق من الارهاب بدءا بالرمادي ثم الفلوجة والموصل.
وفي أول أيام زيارته التقى بايدن مع أعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وحزب الشعب الجمهوري المعارض وحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد وذلك إلى حد كبير لمناقشة الوضع في شمال شرق تركيا الذي يقطنه الأكراد بشكل أساسي. وانتقد الدولة التركية لترهيبها وسائل الإعلام وتقليصها حرية الانترنت واتهامها أكاديميين بالخيانة.
وذكرت وسائل إعلام محلية يوم السبت أن داود أوغلو أبلغ الصحفيين على متن طائرته في طريق عودته من دافوس إن بايدن لم يتحدث مع الأشخاص المناسبين للحصول على صورة واضحة لما يحدث.
وفي توبيخ على ما يبدو قال اردوغان لبايدن يوم السبت إنه يتوقع حساسية من حلفاء تركيا وإن عليهم تجنب الادلاء بتصريحات قد تكون بمثابة دعم من يحاولون عرقلة جهود تركيا لمكافحة الإرهاب وذلك حسبما ذكرت مصادر رئاسية.