لندن، 25 مايو/آيار (إفي): تعتزم شبكة (بي بي سي) البريطانية بث أكبر جزء من أخبارها الدولية على الانترنت والهواتف الجوالة، في إطار استراتيجيتها للحد من نفقاتها، في ظل انخفاض اعداد مستمعي الإذاعة.
وقال بيتر هوروكس، مدير قطاع الاخبار الدولية في (بي بي سي)، في حوار مع صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية ان النفقات المرتفعة لبث هذه الخدمة إذاعيا دفعت المسئولين لاتخاذ هذا القرار.
وبحسب آخر استطلاع للرأي حول حجم متابعة (بي بي سي)، فإن اعداد زوار الموقع الالكتروني للشبكة ارتفعوا من 238 مليون عام 2009 إلى 241 مليون عام 2010 في حين انخفض عدد مستمعي الخدمة الإذاعية الدولية بقدر 8%، لينخفض من 177 مليون إلى 161 مليون مستمع.
وكان الوضع الاقتصادي للشبكة الاخبارية قد ازداد سوءا الاثنين، عندما اعلنت الحكومة البريطانية عن تقليل ميزانية المكاتب الخارجية لـ(بي بي سي) بنسبة 3%، لتصل حجم الميزانية السنوية للخدمة الدولية إلى 272 مليون جنيه استرليني (317.57 مليون يورو).
ومن جانب آخر، ارتفع حجم مشاهدة الاخبار الدولية التي تقدم على التليفزيون باللغتين العربية والفارسية بشكل ملحوظ، لترتفع إلى 16.7 مليون مشاهد، مقابل 9.7 العام الماضي.
وتعود اسباب تراجع اعداد مستمعي إذاعة (بي بي سي) باللغتين الهندية والبنغالية على الموجة القصيرة بنسبة 43%، إلى اتفاقيات التعاون التي عقدتها الشبكة الاخبارية مع إذاعات محلية ليتم بثها على موجتي "FM" و"AM".
واوضح هوروكس ان الوصول إلى الكثير من المناطق هام للغاية كرمز، ولكن إذا لم يكن لدى المواطنين الاجهزة التي تستقبل الموجة القصيرة، فإن الاحتفاظ بهذه الخدمات لن يكون له اي معنى.
اما في دول اخرى مثل الصومال وميانمار، حيث لا يوجد بديل آخر، سيتم الاحتفاظ ببث الخدمة الاذاعية على الموجة القصيرة، إلا انها ستبدأ خلال الخمسة اعوام المقبلة في الاختفاء.
ويرى بعض مسئولي (بي بي سي) اهمية الاحتفاظ بالخدمتين باللغتين العربية والفارسية، لان ذلك من شأنه ان يساهم في تحسين صورة بريطانيا في الشرق الاوسط، التي تأثرت سلبا لمشاركتها في الحرب على العراق، ولوجود قواتها في أفغانستان.
ولم يحدد هوروكس المناطق التي ستتأثر بسبب هذه الاستقطاعات، ولكنه اكد انه سيفعل كل ما في وسعه بالميزانية المتاحة لدعم (بي بي سي) في كافة انحاء العالم. (إفي)