بوجوتا، 26 مايو/آيار (إفي): يعد خوان مانويل سانتوس، مرشح الحزب الاشتراكي للوحدة الوطنية (U) الحاكم في كولومبيا لخلافة الرئيس المنتهية ولايته ألبارو أوريبي، المخطط الاستراتيجي لأكبر الضربات التي وجهتها الحكومة ضد جماعة القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك)، والمروج الأول لتدويل الاقتصاد الكولومبي.
ورغم ذلك، إلا أن صعوده السياسي الأخير اصطدم بدول جيران في المنطقة مثل الإكوادور وفنزويلا، حيث أكد الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز أنه حال انتخابه رئيسا للبلاد في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها يوم الأحد المقبل، أو في جولة الانتخابات الثانية في 20 يونيو/حزيران المقبل، فسيتسبب ذلك في تفاقم تدهور العلاقات بين البلدين.
وكان سانتوس خلال توليه منصب وزير الدفاع مع الرئيس أوريبي، هو من دبر وخطط للعملية العسكرية التي نفذتها قوات الجيش الكولومبي داخل الحدود الإكوادورية في أول مارس/آذار 2008 والتي قصفت فيها معسكرا سريا تابعا لفارك وأسفر الهجوم عن مصرع 26 شخصا، بينهم المتحدث الدولي باسم جماعة فارك المتمردة والرجل الثاني في الجماعة، راؤول رييس، والإكوادوري فرانكلين أيساييا، وأربعة طلاب مكسيكيين.
وتسبب هذا الهجوم في إعلان الرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا في 3 مارس/آذار من نفس العام.
وأيضا خلال عمله كوزير للداخلية نفذ عملية "خاكي" في 2 يوليو/تموز 2008 والتي أسفرت عن إطلاق سراح المرشحة السابقة للرئاسة الكولومبية إنجريد بيتانكور وثلاثة رهائن أمريكيين بجانب 11 عسكريا وشرطيا الذين كانوا في قبضة جماعة فارك وبعضهم مختطف منذ أكثر من 10 أعوام.
وبدأ سانتوس المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الاتفاق العسكري الموقع في أكتوبر/تشرين أول الماضي، والذي يسمح بتواجد مستشارين وعسكريين أمريكيين في كولومبيا واستخدامهم سبع قواعد عسكرية داخل البلاد لمكافحة تهريب المخدرات والإرهاب.
وأدى التوقيع على هذه الاتفاقية إلى تجميد فنزويلا لعلاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع كولومبيا على أساس أن وجود القوات الأمريكية يهدد الأمن الإقليمي بالمنطقة وخصوصا فنزويلا.
وبدأ سانتوس، المولود في بوجوتا في 10 أغسطس/آب 1951 ، حياته السياسية في عام 1972 عندما مثل بلاده لمدة تسع سنوات أمام المنظمة الدولية للبن في لندن.
وتولى لدى عودته إلى بلاده منصب نائب مدير صحيفة التيمبو، التي تملكها عائلته، والتي بيعت معظم حصتها مؤخرا لمؤسسة بلانيتا الإسبانية.
وعين سانتوس من قبل الرئيس الكولومبي الأسبق سيزار جابيريا في عام 1991 كأول وزير للتجارة الخارجية، حيث دعم التوقيع على اتفاقيات التجارة الحرة مع خمس دول ودول اتحاد الكاريبى (كاريكوم).
وشكل بين عامي 1995 و1997 جزءا من الثلاثي الذي قاد الحزب الليبرالي، المعارض حاليا لأوريبي، وقدم لأول مرة ترشيحه للرئاسة الكولومبية.
وأكد الرئيس الأسبق إرنستو سامبر مؤخرا أنه قاد خلال تلك السنوات خطة مع الجماعات شبه العسكرية للإطاحة به.
وفي عام 2004 ترك الحزب الليبرالي لدعم أوريبي الذي كان مرشحا للانتخابات، وكان واحدا من مؤسسي حزب الحزب الاشتراكي للوحدة الوطنية (U)، وهو القوة السياسية التي فازت في الانتخابات التشريعية في عام 2006 وفي 14 مارس/آذار الماضي.
كما درس سانتوس التنمية الاقتصادية والإدارة العامة في كلية لندن للاقتصاد وجامعة هارفارد ونال درجة الدكتوراه في القانون، وشغل أيضا منصب أستاذ الاقتصاد في جامعة لوس أندريس في بوجوتا.
وألف سانتوس العديد من الكتب منها، كتاب "الطريق الثالث" الذي كتبه مع رئيس الحكومة البريطاني السابق، توني بلير.(إفي)