داكار، 3 أبريل/نيسان (إفي): تدشن السنغال اليوم تمثال "نهضة أفريقيا" الضخم والمثير للجدل بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عاما على الاستقلال غدا، في إشارة إلى بدء الاحتفالات في 17 دولة بجنوب الصحراء في أفريقيا تحررت من كونها مستعمرات فرنسية في عام 1960.
وأعلن 20 رئيس أفريقي على الاقل حضورهم لهذه الاحتفالات التي تستهل بمراسم افتتاح الاثر الضخم من البرونز ويبلغ ارتفاعه 50م ويقع على قمة تل تطل على العاصمة داكار، وأثار احتجاجات لدوافع دينية وأيضا لتكلفته.
ويمثل التمثال على هيئة رجل يحمل طفل في الذراع الايمن وبجانبه سيدة ويبدوا الثلاثة اشباه عراة وينظرون إلى المحيط الاطلسي، والذي يرمز، وفقا للرئيس السنغالي عبد الله واد إلى "أفريقيا متحررة من كل نوع من السيطرة للدخول في عالم جديد".
ويرى الرئيس السنغالي ان هذا التمثال يضاهي ارتفاع تمثال الحرية في نيويورك أو برج إيفل في باريس ويعكس "الإخاء الانساني وحوار الثقافات ونظرة أفريقيا للمستقبل".
وأوضح الرئيس واد ان 35% من الايرادات التي سيجلبها الاثر ستدخل في مؤسسة تقوم ببناء مدارس في السنغال وأفريقيا وان ابنته ستتولى الاشراف عليها.
وأثار هذا الاثر جدلا واسعا في بعض الدوائر الاسلامية التي ترى ان الدين الاسلامي يحظر التماثيل لانهم يعتقدون انها تمثل نوعا للعبادة.
وحثت جمعية أئمة السنغال الجمعة جميع المساجد من أجل انتقاد الاثر والتي يظهر فيه الاشخاص أشباه عراة.
ورفض واد اتهامات الائمة، موضحا ان التمثال يمثل أثر وليس تمثيل لجنس بشري محدد، وانه لا يمثل أحد طرق العبادة.
وصرح الرئيس واد "انني مسلم متدين، وسألت المفكرين المسلمين وأكدوا لي ان الاثر لا يتصادم مع الدين".
ومن ناحية أخرى، نددت المعارضة السنغالية بالاثر الذي وصفته على انه "أثر لمضيعة الاموال".
يذكر ان التكلفة الاجمالية للتمثال تبلغ 23 مليون يورو، وان اقامته كانت ممكنة بفضل صفقة بين الحكومة ورجل اعمال مثير للجدل مقرب من الحزب الديمقراطي السنغالي الحاكم.(إفي)