أحمد مصطفى.
مدريد، 7 أبريل/نيسان (إفي): لم ترحم ألسنة وأقلام النقاد هبوط أداء الإسباني سيسك فابريجاس والأرجنتيني جونزالو إيجواين مهاجمي الغريمين برشلونة وريال مدريد على الترتيب خلال هذا الموسم، لكنهما قدما في الجولة الأخيرة من الليجا ما يثبت أصالة معدنهما، لتفيض ثقة الجماهير فيهما بعد فترة طويلة من الجفاف.
فالبنسبة لفابريجاس، يمكن تلخيص قضيته في مقولة "ربما لا تكون الأفضل، لكنك المناسب"، فقبل ثلاثة ايام على المعركة الحاسمة امام باريس سان جيرمان الفرنسي في إياب ربع نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، وفي ظل الغموض الذي يحيط بإصابة الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي، يبقى قائد أرسنال السابق خيارا مناسبا لتعويضه في حال غيابه.
وأظهر سيسك استعدادا كاملا لهز شباك البي إس جي، وذلك بعد أن استغل غياب ميسي عن مباراة ريال مايوركا للمرة الأولى في الليجا هذا الموسم، ليسجل أول "هاتريك" في مسيرته مع البرسا، بل وأول "هاتريك" يحرزه لاعب إسباني الجنسية مع الفريق الكتالوني منذ سنوات طويلة، وبالتحديد من بعد حقبة لويس إنريكي.
وفضلا عن الثلاثية، ساهم فابريجاس في صناعة هدفين آخرين لزميله التشيلي أليكسيس سانشيز، مما يبرهن على قدرته في الصناعة بقدر إنهاء الهجمات، ليثبت لجماهير البلاوجرانا صدق مقولة "رب ضارة نافعة".
واحتكر ميسي مركز رأس الحربة "الخفي" الذي ابتكره المدرب الناجح بيب جوارديولا، ليضطر عدد كبير من المهاجمين للانتقال من بؤرة منطقة الجزاء للعب على الأطراف، وهو ما أثار ربما الاستياء وقلل من بريقهم، والقائمة تضم أسماء كبيرة بحجم الفرنسي تييري هنري والكاميروني صامويل إيتو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، وانضم اليهما فابريجاس وأليكسيس وديفيد فيا.
لكن فابريجاس استغل الفرصة كاملة أمام مايوركا، ليعيد إلى الذاكرة تألقه بقميص "المدفعجية" في البريمير ليج، وسط مطالبات من قطاع جماهيري بمنحه مزيدا من الفرص في المكان الذي يتألق فيه بشكل أكبر ويلعب فيه مع المنتخب، "رأس الحربة المتأخر".
غير أن قطاعا آخر يطالبه بزيادة التركيز في اللعب بمراكز أخرى مثل مهاجم الطرف أو صانع الألعاب من منتصف الملعب، بداع أنه سيعجز دون شك عن منافسة ميسي في مكانه.
وبالانتقال الى إيجواين، فقد عانى من التشكيك في قدراته على مدار الموسم بسبب صيامه التهديفي وقلة إنتاجه وفاعليته في العديد من المناسبات الهامة، لكنه محى تلك الصورة بأدائه المميز أمام ليفانتي (5-1) في آخر مباريات الريال بالليجا بسانتياجو برنابيو.
وأحسن إيجواين استغلال تبديله بزميله الفرنسي كريم بنزيمة، الذي يعاني من ظروف مشابهة، خلال الدقائق الاخيرة من مباراة جلطه سراي التركي في البرنابيو ايضا (3-0) في ذهاب ربع نهائي التشامبيونز، حيث سجل الهدف الثالث من رأسية جميلة، بجانب أداءا طيبا قدمه على مدار 26 دقيقة.
وأثبت جونزالو أن تألقه أمام جلطه ليست استفاقة مؤقتة، بل أكد على ذلك بأداء مبهر أمام ليفانتي، كلله بإحراز هدف عالمي من شبه خلفية مزدوجة من الوضع طائرا، تم تصنيفها ضمن أفضل أهداف الموسم، فضلا عن صناعة رائعة لهدف للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وربح إيجواين نقاطا أكثر لدى مورينيو، مما يحفز من فرصه للمشاركة أساسيا الثلاثاء المقبل في معمعة تورك تيليكوم أرينا في اسطنبول في الإياب.
وسجل نجم منتخب التانجو 13 هدفا في 32 مباراة، مقابل 16 لبنزيمة في 37 مباراة.
واشتكى عشاق الميرينجي وجهازه الفني من أن رونالدو هو المخلص والمنقذ الوحيد للفريق هذا الموسم دون أن يجد مساعدة كافية من رأسي الحربة، لكن تطور مستوى إيجواين التدريجي ربما يشير الى أنه سيكون ساعدا أيمن لـ(صاروخ ماديرا) في مرحلة الحسم النهائية للموسم.
وسيكشف لقائي إياب دور الثمانية بالتشامبيونز ما اذا كان الرهان على فابريجاس وإيجواين مجديا، أم أنها كانت انتعاشة مؤقتة ستتبدد امام التألق المستمر للثنائي المتناحر ميسي-رونالدو. (إفي)