Investing.com - تستعد لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية لاتخاذ إجراءات ضد شركة "باكسوس - Paxos"، وهي منصة مختصة بإصدار العملات الرقمية المستقرة، وفق ما ذكرته شبكة CNBC الإخبارية.
وقال الخبراء إن هذه الخطوة سيكون لها تداعيات كبيرة على السوق البالغة 137 مليار دولار. والعملات المستقرة هي نوع من العملات الرقمية مصممة لتعكس أصول العالم الحقيقي - غير الرقمية - مثل الدولار الأمريكي. وغالبًا ما يتم دعم هذه العملات المستقرة بأصول حقيقية مثل السندات أو النقد الاحتياطي.
اقرأ أيضًا
العملات الرقمية تنطلق بسرعة وتنتظر المزيد.. قرار هام يحرك السوق وفقاعة خطيرة
كاثي وود تشتري انخفاض أسهم منصة كريبتو شهيرة بكميات هائلة.. والسهم يصعد 17%!
بداية الأزمة
وأصدرت شركة "باكسوس" عملة رقمية تسمى "باينانس دولار BUSD"، وهي عملة مستقرة مرتبطة بشركة "باينانس" إحدى أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم. وتساوي العملة الواحدة من"باينانس دولار"، دولاراً أمريكياً واحداً. ولكن في الأسبوع الماضي، أصدرت هيئة التنظيم المالي في ولاية نيويورك أمراً لشركة "باكسوس" بالتوقف عن إصدار هذه العملة.
وبشكل منفصل ذكرت "باكسوس" أن "هيئة الأوراق المالية والبورصات قد أصدرت إشعاراً مفاده بأن الجهة التنظيمية تدرس التوصية باتخاذ إجراء بدعوى أن "باينانس دولار" تعد بمثابة ورقة مالية".
وقالت الشركة: "إن الإشعار يشير إلى أنه كان ينبغي عليها أن تسجل هذه العملة بموجب قوانين الأوراق المالية الفيدرالية".
ورغم عدم اتخاذ إجراء رسمي بعد إلا أنه تتم مراقبة تصرفاتها عن كثب، لأن بدء اتخاذ الإجراءات ربما يتسبب في آثار هائلة في جميع العملات المستقرة بما في ذلك "التيثر" و"يو اس دي كوين"، وهما أكبر عملتين تبلغ قيمتهما مجتمعة 110 مليارات دولار. فإن وجهت الهيئة تهماً لـ "باكسوس" فعلى مصدري العملات المستقرة الأخرى التسجيل أو الاستعداد لخوض معركة قضائية مع الهيئة.
الذهب: ادخار.. استثمار.. مضاربة
تربع الذهب على عرش الأصول الاستثمارية الآمنة خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك لكونه الأداة الأكثر أمانًا لحفظ وتعظيم للأموال، سواء كان ذلك بالادخار أو الاستثمار أو حتى المضاربة.
وفي هذا الويبينار المجاني المقدم من "إنفستنغ السعودية" سنتعرف على تفاصيل مهمة حول تداول الذهب، وذلك من خلال تحليل فني وأساسي شامل يقدمه خبير التداول أ. غيث أبو الهلال.
العملات المستقرة.. أوراق مالية أم لا؟
ولم توجه الهيئة تهماً حتى الآن، إلا أن الإشعار الذي صدر إلى "باكسوس" يركز على ما إذا كانت العملات المستقرة عبارة عن أوراق مالية أم لا.
ومن جانبها، قالت "باكسوس": "إنها لا تتفق مع موظفي الهيئة لأن باينانس دولار ليست ورقة مالية بموجب قوانين الأوراق المالية الفيدرالية".
وإذا اعتبرت "باينانس دولار" ورقة مالية من قبل الهيئة فسيكون للجهة التنظيمية الإشراف على العملة المستقرة؛ وأياً كانت الشركة التي تصدر هذه العملة، سيتعين عليها التسجيل وقبول أنظمة أكثر صرامة.
والنتيجة الأخرى هي أن العملات المشفرة المستقرة الأخرى ستُعطى أيضاً ذات التصنيف وسيطال الأمر المصدرين الذين يبيعونها مقابل الدولار.
استهداف باينانس
وعند السؤال حول مدى دخول عملتي "التيثر" و"يواس دي كوين" في الأمر، فإن ذلك يعتمد على ماهية التهم التي ستتقدم بها الهيئة ضد باكسوس وعملة "باينانس دولار".
ويرى بعض الخبراء أن "هذه الخطوة تستهدف باينانس وليس العملات المستقرة، لأن تيثر وسيركل (الشركة المصدرة لعملة يو اس دي كوين) قريبتان من الحكومة الأمريكية". وفي وقت سابق دعا جيريمي ألاير، الرئيس التنفيذي لشركة "سيركل"، إلى "وضع إجراءات تنظيمية أكثر على العملات المستقرة".
وعلى العكس من هذا، فإن "باينانس" تتسبب في قلق متزايد للجهات التنظيمية في جميع أنحاء العالم فيما يتعلق بغسل الأموال وانتهاك قوانين الأوراق المالية وغير ذلك من المخالفات.
باينانس.. الإنسحاب من أمريكا؟
تدرس بينانس سحب استثماراتها في الولايات المتحدة بحسب ما نشرته بلومبرج، وجاء ذلك في أعقاب الحملة التنظيمية الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي نالت من شريك مصرفي أساسي لبينانس ومصدر لعملتها المستقرة. ويذكر أن بينانس تخضع للتحقيق أمام لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية ولجنة تداول السلع الآجلة ووزارة العدل منذ وقت طويل، وقد زادت الضعوط مؤخرًا خاصة بعد سقوط بورصة العملات الرقمية FTX وإفلاسها وإصدار بينانس مراجعات محاسبية بها أخطاء.
وتتكهن الشائعات بأن جميع الرموز المميزة للمشاريع التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها ستتم إزالتها أيضًا من المنصة، بما في ذلك العملة المستقرة من Binance وUSD Coin، إلا أن الرئيس التنفيذي لبينانس، شانجبنج زاو، نفى ذلك.
ولا تعد بينانس هي شركة العملات الرقمية الوحيدة التي تضيق بالضغوطات التنظيمية من جانب الولايات المتحدة، حيث أعلنت شركة الإقراض المشفرة نيكسو Nexo أنها ستتوقف تدريجية عن تقديم منتجاتها وخدماتها في السوق الأمريكية نتيجة ضغوط مماثلة لما تتعرض له بينانس.
وأعلنت بينانس في وقت سابق عن تعليق عمليات الإيداع والسحب بالدولار الأمريكي بعد إنهاء علاقتها التجارية مع سيجنتشر بنك Signature Bank. ورجحت هذه الخطوة من جانب بينانس كفة صحة تكهنات الانسحاب من الولايات المتحدة وإنهاء الأنشطة الأمريكية في سوق الأسهم.
على الرغم من أن بينانس تدرس سحب استثماراتها في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن أنشطة بينانس الولايات المتحدة "Binance.US"، وهي شركة تابعة للولايات المتحدة وشركة مستقلة، مستمرة.