Investing.com - يعتبر الاستثمار في العملات الرقمية مثيرًا للجدل منذ إطلاقه، إذ أن العملات الرقمية قد توفر لك أرباحًا هائلة في بضع ساعات فقط. ولا تزال العملات الرقمية مساحة جديدة ومبتكرة نسبيا، ما يجعلها تنطوي على إمكانات هائلة، على الرغم من التحديات التي تواجه قطاع العملات الرقمية حاليا، حيث تمر العملات الرقمية ببعض الانتكاسات، حالها كحال أي تقنية ناشئة، لكن تظل الآفاق بعيدة المدى.
ومن أشهر عمليات الاحتيال المنتشرة بسوق العملات الرقمية، هي التداول المسبق - front-running، أي الحصول على معلومات حصرية غير متوفرة للجميع حول أحداث قد تؤدي لارتفاع أو انخفاض هائل بعملة رقمية ما.
اقرأ أيضًا
عاجل: بيتكوين تواجه مقاومة شديدة وتسقط من جديد أدنى الـ 25 ألف.. الكريبتو مضطرب
قمة البيتكوين الجديدة وهم "أمامها سنوات"..وهل يمكن للفائدة أن تصل 16.2%؟
عاجل: الذهب يهبط قبل بيانات هامة قد تطيح به.. ويخسر 120 دولارًا في أيام!
ظاهرة التداول المسبق.. احتيال؟
خضعت العديد من منصات تداول العملات الرقمية للتمحيص والتحقيق بسبب اتهامات - وفي بعض الحالات مؤكدة – لعمليات التداول المسبق front-running. وذلك بسبب حصول المتداولين على معلومات حصرية وغير متوفرة للعامة حول أحداث سوف تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض سعر عملة رقمية.
فعلى سبيل المثال إذا علم أحد المتداولين أن عملة رقمية ما سيتم إدراجها في بورصة ما يقوم بشراء العملة لأنه بعد إدراج هذه العملة سيرتفع سعرها بنسبة هائلة، بيد أن هذه المعلومات لا تكون متوفرة لكل الناس، بل يحصل عليها من خلال علاقاته أو لطبيعة منصبه. وعلى الجانب الآخر عند علم أحد المتداولين بأن عملة رقمية سيهبط سعرها لأسباب ما كحظرها في دولة ما مثلا، يقوم بالتخلص منها قبل تراجع سعرها. وهذه هي ظاهرة التداول المسبق في العملات الرقمية.
وهذه الظاهرة ليست حديثة العهد، حيث إنها موجودة أيضا في أسواق المال التقليدية. وطبعا هي ظاهرة غير قانونية وغير أخلاقية لأنها تعطي أفضلية للمتداولين عن غيرهم. عبر الاستفادة من المعلومات الخاصة غير المتاحة للجمهور.
شركات الوساطة وبعض الشركات الأخرى لديهم إمكانية الحصول على المعلومات الداخلية المتعلقة بالخطط الاستثمارية لشركات المدرجة بحكم العمل معهم. وقد يستخدمون هذه المعلومات السرية لإجراء استثمارات ستكون ذات فائدة شخصية لهم.
الذهب: رحلة جني الأرباح تبدأ من هنا!
تربع الذهب على عرش الأصول الاستثمارية الآمنة خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك لكونه الأداة الأكثر أمانًا لحفظ وتعظيم للأموال، سواء كان ذلك بالادخار أو الاستثمار أو حتى المضاربة.
وفي هذا الويبينار المجاني المقدم من "إنفستنغ السعودية" سنتعرف على تفاصيل مهمة حول تداول الذهب، وذلك من خلال تحليل فني وأساسي شامل يقدمه خبير التداول أ. غيث أبو الهلال.
بداية هذا النوع من الاحتيال
تم رفع أول قضية تداول من الداخل تتعلق بأصول رقمية في يونيو 2022 ضد الموظف السابق في OpenSea ناثانيال تشاستين. وتم اتهام شاستين بالاستثمار في NFTs قبل وقت قصير من علمه أنه سيتم إدراجهم في السوق.
قام المحققون المتسللون بتعقب نشاط Chastain المظلل في سبتمبر 2021 وتم طردهم من OpenSea بعد ذلك بوقت قصير.
ومع ذلك، قدم Chastain طلبًا لرفض مثل هذه التهم الموجهة إليه في أغسطس، حيث زعم محاموه أنه لم يخالف أي قوانين من الناحية الفنية، نظرًا لأن NFTs لم يتم تصنيفها بعد على أنها أوراق مالية أو سلع.
100 ألف دولار في ساعات
سوق الكريبتو قد يوفر لك أرباحًا خيالية في بضع ساعات، ولكن قد يكون ذلك عبر عملية احتيالية تنطوى على معلومات غير متاحة للجميع.
وفي هذا الإطار، حقق متداول في السوق العملات الرقمية أرباح تزيد عن 100 ألف دولار أمريكي خلال ساعات قليلة. بعد أن اشترى عملة رقمية قبل دقائق فقط من إدراجها في منصة بينانس الشهيرة لتداول العملات الرقمية، وفقا لتحليل السلاسل نشره حساب Lookonchain على منصة تويتر.
المتداول اشترى ما قيمته 208335 دولار من عملة شبكة جاين Gains Network (GNS) قبل 30 دقيقة فقط من إدراجها في بورصة بينانس. حيث ارتفعت عملة GNS بنحو 51% بعد الإدراج مباشرة - من 7.92 دولار أمريكي إلى 12.01 دولار أمريكي. وبعد هذا الارتفاع الملحوظ، لم يتردد المتداول وباع كل ما يملك من عملات GNS التي اشتراها قبل دقائق. ليحصل على أرباح بقيمة 106.747 دولار في أقل من ساعة.
من المؤكد أن الحظ والذكاء يلهما دور في عالم التداول. ولكن بعض التداولات والصفقات مثل هذه، قد تكون مثالية جدا لدرجة يصعب جدا إدراجها في خانة الحظ أو الذكاء. وإنما مخطط مبني على معلومات دقيقة ومؤكدة لإجراء هذه التداولات المسبقة وتحقيق هذه الأرباح الضخمة في بضع دقائق.
انتشار عمليات التداول المبنية على معلومات حصرية
وكان موظف سابق في بورصة العملات الرقمية Coinbase (NASDAQ:COIN) قد اعترف بأنه مذنب، هذا الشهر، في عمليات تداول من الداخل، وهي المرة الأولى التي يعترف فيها أحد المطلعين على صناعة العملات الرقمية بمحاولة الاستفادة من المعلومات السرية.
ووجّهت سلطات الولايات المتحدة تهمًا إلى ثلاثة أشخاص بتهمة التآمر على الاحتيال الإلكتروني والاحتيال السلكي فيما يتعلق بمخطط لارتكاب التداول من الداخل باستخدام العملات الرقمية، وكان أحدهم مديرًا سابقًا للمنتجات في كوين بيز غلوبال.
ويُزعم أن الثلاثي استخدم المعلومات السرية التي حصل عليها إيشاني من كوين بيز فيما يتعلق بالتوكنات التي سيتم إدراجها في البورصة لجني ما يقرب من ١,٥ مليون دولار من المكاسب من تداول ٢٥ عملة رقمية مختلفة.
ووفقًا للسلطات، كان إيشان مطلعًا على معلومات معينة حول إدراج العملات الرقمية في البورصات التي تسيطر عليها كوين بيز في منصبه كمدير منتجات من أغسطس ٢٠٢١ إلى مايو ٢٠٢٢، وهي الفترة التي شملت تواريخ إطلاق التوكنات. وقد زعم مكتب المدعي العام الأمريكي أنه من يونيو ٢٠٢١ إلى أبريل ٢٠٢٢، مرر إيشان المعلومات المتعلقة بتاريخ إطلاق التوكنات إلى شقيقه أو راماني للاستثمار في العملات الرقمية قبل قفزة سعرية متوقعة بسبب بورصة رئيسية مثل كوين بيز تدرج الأصل.
وفي أواخر الشهر الماضي، زعم كونور جروجان رئيس قسم المنتجات في بورصة Coinbase. أنه في مدة 18 شهر لاحظ وجود محافظ رقمية معيّنة تشتري العملات الرقمية الرقمية قبل لحظات فقط من طرحها بورصة بينانس. قبل أن تعاود بيعها بعد ذلك، طبعا بأسعار مرتفعة. محققة أرباح بملايين الدولارات.هذه المحافظ ظهرت مرة أخرى في تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال. أحدها كان نفس عنوان المحفظة التي استفادت من إدراج عملة GNS.
بعبارة أخرى، أياً كان صاحب المحفظة الذي نفّذ هذه الصفقة "الذكية". فهو يعلم أنه تحت المراقبة. ورغم ذلك أعاد نفس الكرّة لتأكده من أن لا أحد يمكن أن يحدد هويته أو يكشفه (قوة البلوكتشين) .
بورصة بينانس تقول أنها وضعت قوانين تنظيمية داخلية تمنع على الموظفين إجراء التداولات القصيرة المدة. ولكن هذه العمليات ليس بالضرورة أن يقوم بها الموظف بنفسه، عبر محفظته الخاصة. ولكن يمكن أن يعمل مع شركاء آخرين. وكل ما يحتاج هو أو يرسل له المعلومة بطريقة سرية.