من الكسندر جاديش
بيروت (رويترز) - في كل مساء منذ أكثر من اسبوع تتحول الضاحية الجنوبية بيروت معقل الشيعة الى قلعة.
إذ ان حزب الله - وهو أقوى حركة سياسية وعسكرية في لبنان - لم يترك أي فرصة للمغامرة اثناء مراسم احياء ذكرى عاشوراء التي تستمر عشرة أيام.
ومع غروب الشمس يقوم رجال مسلحون بمساعدة كلاب بوليسية مدربة بالكشف عن القنابل بتمشيط الشوارع وانشاء نقاط تفتيش. واذا حوصرت في حركة المرور فان الامر قد يستغرق منك ساعات للخروج من المنطقة.
ويمكن تفهم التدابير الاحترازية إذ ان حزب الله في حالة حرب بعد أن أرسل مقاتلين عبر الحدود الى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الاسد ضد خصومه وأغلبهم من السنة في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. وتعرضت معاقل حزب الله في لبنان بالفعل لهجمات انتقامية.
وربما كان هذا العام هو الاكثر توترا في الضاحية الجنوبية. فالسيارات الملغومة ومعارك الاسلحة وهجمات الصواريخ وأعمال الخطف التي لها جميعا صلة بسوريا ليست بالأمر الجديد.
لكن في تطور جديد نفذ المتشددون السنة هجومين رئيسيين ضد الجيش اللبناني في الشهور الاخيرة. وأثار هذا الامر انزعاج كثير من اللبنانيين الذين يخشون من أن الاحتكاك الطائفي المتفاقم يمكن أن يهدد السلام الذي كان ساريا الى حد بعيد بين السنة والشيعة والمسيحيين والطوائف الاخرى منذ الحرب الاهلية التي استمرت في الفترة بين عامي 1975 و1990.
وقالت زهراء فقيه (18 عاما) وهي تقف بجوار طريق مزدحم في الضاحية الجنوبية "هذا العام يمكن القول إن الامور أكثر خطورة قليلا. الوضع الامني ليس عظيما. إنني أسمع كثيرا من الناس يقولون إنهم لا يريدون الخروج من منازلهم. الناس مرعوبون."
وأصابت التوترات الطائفية بالشلل الحياه السياسية اللبنانية. فالبلاد بدون رئيس منذ مايو ايار والسياسيون غير قادرين على الاتفاق على رئيس جديد يرضي الجانبين.
ولا يتوقع أحد ان تتحسن الاحوال في القريب العاجل.
حزب الله يسيطر على الامور
رغم زيادة مستوى التأهب فان الشوارع التي تمر بين الكتل الخرسانية العالية في الضواحي الجنوبية والتي اعيد بناؤها الى حد بعيد منذ ان سوت طائرات حربية اسرائيلية بالارض العديد منها في حرب عام 2006 بقيت حية ومزدحمة بالسيارات والمتسوقين في اليومين الاخيرين.
ويتصاعد في الهواء عادم السيارات ودخان النارجيلة (الشيشة) وشواء اللحوم وتعلو أصوات أبواق السيارات على أصوات المحادثات. ويحتشد الرجال والنساء بالزي الاسود في المطاعم ويصطفون في طوابير عند مطابخ الشوارع لتلقي الطعام مجانا.
والشوارع ممتلئة بصور الزعماء السياسيين والدينيين وصور الشبان الذين قتلوا في الحروب مع اسرائيل وسوريا. وكتب على لافتات سوداء "لبيك ياحسين".
وبالاضافة الى نقاط التفتيش الليلية التي تخنق حركة المرور في المنطقة قال ضباط من الامن الداخلي في لبنان يوم الاثنين إنهم سيغلقون جميع المداخل الى الضاحية الجنوبية بعد منتصف الليل قبل ان تبلغ مراسم عاشوراء ذروتها. والمداخل المؤدية الى المنطقة أصبح بالفعل من المستحيل تقريبا المرور فيها بعد حلول الظلام.
ورحب كثير من الناس في المنطقة بتشدبد إجراءات الامن أثناء زيارة في الاونة الاخيرة قامت بها رويترز وقالوا إنهم واثقون في أن حزب الله لن يسمح بحدوث شيء.
وقال نمر غانم (29 عاما) وهو يشير
من الكسندر جاديش
بيروت (رويترز) - في كل مساء منذ أكثر من اسبوع تتحول الضاحية الجنوبية بيروت معقل الشيعة الى قلعة.
إذ ان حزب الله - وهو أقوى حركة سياسية وعسكرية في لبنان - لم يترك أي فرصة للمغامرة اثناء مراسم احياء ذكرى عاشوراء التي تستمر عشرة أيام.
ومع غروب الشمس يقوم رجال مسلحون بمساعدة كلاب بوليسية مدربة بالكشف عن القنابل بتمشيط الشوارع وانشاء نقاط تفتيش. واذا حوصرت في حركة المرور فان الامر قد يستغرق منك ساعات للخروج من المنطقة.
ويمكن تفهم التدابير الاحترازية إذ ان حزب الله في حالة حرب بعد أن أرسل مقاتلين عبر الحدود الى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الاسد ضد خصومه وأغلبهم من السنة في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. وتعرضت معاقل حزب الله في لبنان بالفعل لهجمات انتقامية.
وربما كان هذا العام هو الاكثر توترا في الضاحية الجنوبية. فالسيارات الملغومة ومعارك الاسلحة وهجمات الصواريخ وأعمال الخطف التي لها جميعا صلة بسوريا ليست بالأمر الجديد.
لكن في تطور جديد نفذ المتشددون السنة هجومين رئيسيين ضد الجيش اللبناني في الشهور الاخيرة. وأثار هذا الامر انزعاج كثير من اللبنانيين الذين يخشون من أن الاحتكاك الطائفي المتفاقم يمكن أن يهدد السلام الذي كان ساريا الى حد بعيد بين السنة والشيعة والمسيحيين والطوائف الاخرى منذ الحرب الاهلية التي استمرت في الفترة بين عامي 1975 و1990.
وقالت زهراء فقيه (18 عاما) وهي تقف بجوار طريق مزدحم في الضاحية الجنوبية "هذا العام يمكن القول إن الامور أكثر خطورة قليلا. الوضع الامني ليس عظيما. إنني أسمع كثيرا من الناس يقولون إنهم لا يريدون الخروج من منازلهم. الناس مرعوبون."
وأصابت التوترات الطائفية بالشلل الحياه السياسية اللبنانية. فالبلاد بدون رئيس منذ مايو ايار والسياسيون غير قادرين على الاتفاق على رئيس جديد يرضي الجانبين.
ولا يتوقع أحد ان تتحسن الاحوال في القريب العاجل.
حزب الله يسيطر على الامور
رغم زيادة مستوى التأهب فان الشوارع التي تمر بين الكتل الخرسانية العالية في الضواحي الجنوبية والتي اعيد بناؤها الى حد بعيد منذ ان سوت طائرات حربية اسرائيلية بالارض العديد منها في حرب عام 2006 بقيت حية ومزدحمة بالسيارات والمتسوقين في اليومين الاخيرين.
ويتصاعد في الهواء عادم السيارات ودخان النارجيلة (الشيشة) وشواء اللحوم وتعلو أصوات أبواق السيارات على أصوات المحادثات. ويحتشد الرجال والنساء بالزي الاسود في المطاعم ويصطفون في طوابير عند مطابخ الشوارع لتلقي الطعام مجانا.
والشوارع ممتلئة بصور الزعماء السياسيين والدينيين وصور الشبان الذين قتلوا في الحروب مع اسرائيل وسوريا. وكتب على لافتات سوداء "لبيك ياحسين".
وبالاضافة الى نقاط التفتيش الليلية التي تخنق حركة المرور في المنطقة قال ضباط من الامن الداخلي في لبنان يوم الاثنين إنهم سيغلقون جميع المداخل الى الضاحية الجنوبية بعد منتصف الليل قبل ان تبلغ مراسم عاشوراء ذروتها. والمداخل المؤدية الى المنطقة أصبح بالفعل من المستحيل تقريبا المرور فيها بعد حلول الظلام.
ورحب كثير من الناس في المنطقة بتشدبد إجراءات الامن أثناء زيارة في الاونة الاخيرة قامت بها رويترز وقالوا إنهم واثقون في أن حزب الله لن يسمح بحدوث شيء.
وقال نمر غانم (29 عاما) وهو يشير الى الشوارع المزدحمة والى عربة يبيع عليها الاعلام واسطوانات مدمجة عليها تراتيل دينية ولافتات ورسومات وشم مؤقت لاسم الحسين باللون الاحمر "بقينا هنا حتى الساعة الرابعة صباحا ولم يكن هناك شيء يمكن ان يخيفنا."
وقال "لا احد يشعر بالخوف هنا. حزب الله يسيطر على كل شيء".
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)