من كيت كيلاند
لندن (رويترز) - رسم العلماء أشمل خريطة حتى الآن تبين التنوع الوراثي في القارة الافريقية وقالوا إنها ستعينهم على معرفة المزيد بشأن الدور الذي تلعبه الجينات في الإصابة بأمراض مثل الملاريا والحمى النزفية وارتفاع ضغط الدم في التجمعات السكانية هناك.
وقالت ديبتي جورداساني من معهد ولكوم تراست سانجر البريطاني في نتائج الدراسة التي نشرت يوم الاربعاء في دورية (نيتشر) إنه على الرغم من ان القارة الافريقية من أكثر قارات العالم من حيث التنوع الوراثي إلا انه لا يعرف سوى النزر اليسير نسبيا عن المخاطر الوراثية المحتملة بالنسبة الى انتشار الامراض بين سكانها.
في الولايات المتحدة كما في أوروبا وآسيا فان توافر الادوات التي تسرع من وتيرة كشف التسلسل الجيني ساعد العلماء على البدء على وجه السرعة في فك شفرة الجذور الوراثية للكثير من الامراض الرئيسية واستطلاع مدى ارتباطها بالبيئة وعوامل انماط المعيشة مثل التغذية والتدخين والتمرينات الرياضية.
وقالت جورداساني "تشيع بدرجة كبيرة الأمراض المعدية وغير المعدية في افريقيا كما أن عوامل الخطر لهذه الامراض تختلف تمام الاختلاف عن مثيلتها في التجمعات السكانية الاوروبية".
وجمع العلماء -الذين عملوا بالمشاركة مع أطباء وباحثين في اثيوبيا وجامبيا وغانا وكينيا ونيجيريا وجنوب افريقيا واوغندا- معلومات وراثية من أكثر من 1800 شخص من اجل رسم خريطة تفصيلية لما يعرف باسم الجماعات "اللغوية العرقية" في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بافريقيا.
وتضمنت هذه البيانات أيضا 320 تسلسلا جينيا كاملا (أي مايعرف بالجينوم أو الطاقم الوراثي للانسان) من سبعة تجمعات سكانية.
ووجد الفريق البحثي 30 مليون تباينا وراثيا في هذه التجمعات السكانية السبعة وقالوا إن ربعها لم يرصد قط من قبل في أي تجمع سكاني بشري.
كما وضعوا أيديهم أيضا على قرائن بشأن وجود مناطق وراثية محتملة مرتبطة بزيادة القابلية للاصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم وأمراض معدية أخرى منها الملاريا وحمي لاسا والطفيليات وحيدة الخلية من جنس تريبانوسوما وجميعها أمراض شائعة في بعض مناطق افريقيا.
وكتب العلماء يقولون "هذه التباينات الوراثية يبدو انها تحدث بتكرارات مختلفة بشأن أمراض إما في مناطق تتوطن فيها هذه الامراض او لا تتوطن مما ينم عن احتمال حدوثها كرد فعل لاختلافات بيئية تعرضت لها مثل هذه التجمعات السكانية على مر الزمان".
وتوفر هذه الدراسة أيضا -وهي جزء من مشروع التنوع الجينومي في افريقيا- قرائن عن حركة وتنقل التجمعات السكانية قديما ما يعضد فرضية تقول إن تجمعات سكانية من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط هاجرت عائدة الى افريقيا منذ نحو تسعة آلاف عام.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)