نيويورك، 3 فبراير/شباط (إفي): اعترف رئيس منظمة غير حكومية بالولايات المتحدة تسعى إلى البحث عن النسخ المفقودة أو المسروقة من التوراة خلال محارق اليهود (الهولوكوست) والحفاظ عليها، بقيامه بالاحتيال على متبرعيه في مبلغ 862 ألف دولار.
واعترف مناحيم يولوس، الذي يطلق على نفسه اسم "إنديانا جونز اليهودي" أمام إحدى محاكم نيويورك الخميس بأنه قام بخداع هؤلاء الأشخاص بإعطائهم تفاصيل مزيفة حول نسخ التوارة التي أكد أنه وجدها، ليستفيد بتبرعاتهم بشكل شخصي، وفقا لما ذكرته النيابة الفيدرالية في جنوب نيويورك.
وأكد وكيل النيابة، بريت باهرارا، في بيان أن "المتهم قام بتأليف رواية درامية مستوحاة من أفلام الحركة حول كيفية قيامه بانقاذ نسخ من التوراة، واستغل أحد أكثر الفصول المؤلمة في القصة ليجمع ثروة".
وأضاف باهرارا أن "الاعتراف بالجريمة يعد نهاية سعيدة لقصته وأنه سينال العقوبة على جريمة الاحتيال الجريئة".
وكان يولوس (50 عاما) قد أسس منظمة "Save a Torah" أو "انقاذ توراة" عام 2004 ومن وقتها بدأ في تأليف قصص حول تحقيقاته للعثور على نسخ من التوراة مفقودة أو مسروقة خلال محارق اليهود "هولولكوست 1939-1945" ، بما في ذلك البحث في معسكري الاعتقال النازيين "أوشفيتز" و"بيرجن بيلسن".
ومن منطلق هذه الأكاذيب، كان يولوس يطوف العالم لجمع التبرعات والمساهمات لمنظمته وكان يودعها مباشرة بعد ذلك في حساباته المصرفية الشخصية، كما كان يقوم بتضخيم قيمة فواتير نفقاته التي كان يقول إنه يحتاجها لاستعادة نسخ من التوراة التي كان يشتريها في حقيقة الأمر.
يشار إلى أن منظمة "انقد توراة" تلقت تبرعات يبلغ إجمالي قيمتها 1.3 مليون دولار بين عامي 2004 و2011 ، وهي الفترة التي كان يولوس قد أكد أنه سافر خلالها القارات الخمس بحثا عن نسخ التوراة التي كان يبيعها فيما بعد للمنظمات اليهودية والمعابد وهواة جمع الأشياء النادرة.
ولكن عندما فحصت السلطات الأمريكية اوراقه، اكتشفت أنه لم يغادر قط الولايات المتحدة خلال تلك الفترة.
يذكر أن القضاء الأمريكي سيصدر الحكم ضد يولوس في 21 من شهر يونيو/حزيران المقبل وقد يواجه عقوبة أقصاها السجن 40 عاما، كما سيكون عليه إعادة المبلغ الذي حصل عليه بالاحتيال لضحاياه. (إفي)