من فريدريك دال
فيينا (رويترز) - أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حصلت عليه رويترز يوم الاربعاء ان ايران بدأت تتخذ اجراءات للالتزام ببنود اتفاق تم تمديده بشأن أنشطتها النووية المثيرة للجدل.
وردت هذه النتائج في تحديث شهري أعدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية -وان كان لم يتضمن مفاجأة كبيرة - لكن قد ينظر اليه على انه ايجابي من جانب الغرب قبل الاستئناف المتوقع في الشهر القادم للمفاوضات بشأن انهاء النزاع النووي المستمر منذ عشر سنوات.
وأوضحت وثيقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران تواصل الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق مؤقت توصلت اليه مع الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا والصين وروسيا في اواخر العام الماضي وبدأ سريانه في يناير كانون الثاني.
وبالاضافة الى ذلك بدأت ايران في استخدام بعض مخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة عالية في انتاج الوقود بموجب موافقتها عندما تم تمديد الاتفاق لمدة اربعة اشهر في يوليو تموز. وهي خطوة يقول خبراء انها ستجعل من الصعب استخدام المادة في صنع أي قنابل.
والوكالة الدولية للطاقة الذرية مكلفة بفحص ما إن كانت إيران تفي بما عليها بموجب الاتفاق.
وتنفي طهران المزاعم الغربية بأنها عملت على تطوير قدرة لانتاج قنابل نووية وتقول إنها لا تخصب اليورانيوم إلا لتوفير وقود لشبكة من محطات الطاقة النووية من المقرر اقامتها.
وبعد سنوات من التوتر المتصاعد بين ايران والغرب اتاح انتخاب حسن روحاني رئيسا لايران في منتصف 2013 متعهدا بانهاء عزلة طهران الدولية ظهور مساحة جديدة للدبلوماسية التي أدت في نهاية الأمر الى اتفاق العام الماضي الذي مثل انفراجة.
وكان الهدف الأولي لايران والقوى الست التوصل لاتفاق شامل بحلول 20 يوليو تموز الذي حددوه كموعد نهائي.
لكن جرى مد المحادثات والاتفاق الاولي في ضوء استمرار الخلافات الكبيرة بشأن النطاق المستقبلي المسموح به لبرنامج ايران لتخصيب اليورانيوم وهو نشاط يمكن ان تكون له أغراض عسكرية ومدنية على السواء.
وبموجب الاتفاق الأولي أوقفت ايران أكثر انشطتها النووية حساسية وهي تخصيب اليورانيوم الى تركيز انشطاري أعلى نسبته 20 في المئة مقابل بعض التخفيف للعقوبات التي أضرت باقتصادها الذي يعتمد على النفط.
وخلال فترة التمديد التي تستمر أربعة أشهر تتلقى ايران 2.8 مليار دولار من ايرادات نفط تم تجميدها في السابق في بنوك في الخارج بالاضافة الى 4.2 مليار دولار حصلت عليها خلال الفترة من يناير كانون الثاني الى يوليو تموز.
وفي المقابل وافقت طهران على اتخاذ بعض الخطوات النووية الاضافية التي تتعلق بصنع وقود نووي لمفاعل أبحاث وتخفيف تركيز كمية كبيرة من اليورانيوم منخفض التخصيب.
وذكر تقرير الوكالة الذي صدر اليوم الاربعاء ان ايران خلال الشهر الماضي استخدمت نحو 3.5 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب لنسبة 20 في المئة لصنع وقود. وأبلغت الوكالة أيضا بأنها ستخفف أكثر من أربعة أطنان من غاز اليورانيوم المخصب لنسبة اثنين في المئة.
ووصف مسؤول أمريكي بارز في الشهر الماضي التزامات ايران الجديدة بموجب الاتفاق بأنها "خطوة كبيرة الى الامام".
(اعداد رفقي فخري للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)