القاهرة، 29 يوليو/تموز (إفي): يواصل مئات الآلاف من ممثلي التيارات السياسية المدنية والدينية توافدهم منذ الليلة الماضية إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة للمشاركة في مليونية جمعة "الوحدة ولم الشمل"، حيث بدأت جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية الحشد لهذا اليوم منذ الأسبوع الماضي.
واتفق ممثلو التيارات المختلفة على التخلي عن الشعارات الخلافية من أجل استعادة التوافق الوطني وإحياء أهداف الثورة المتفق عليها، على أن يكون الهتاف الرئيسي للمتظاهرين هو "الشعب يريد توحيد الميدان"، مع العودة إلى رفع شعار "الجيش والشعب إيد واحدة".
وتواصل اللجان الشعبية تفتيشها على مداخل ومخارج "التحرير"، بعد أن تم نقل جميع الباعة الجائلين لمدخل كوبري قصر النيل والاتفاق على عمل أكشاك مخصصة لهم.. كما تتواصل جهود التيارات الإسلامية بجميع أنواعها لتوحيد خطبة الجمعة بالميدان، وكذلك توحيد المنصة.
هذا فيما طافت مساء الخميس مسيرة ضمت عددا من معتصمي التحرير، للتأكيد على استمرارهم في الاعتصام، وعدم تخليهم عن دماء الشهداء ومطالب الثورة، مؤكدين استعدادهم لجمعة اليوم، مرحبين بمشاركة الإسلاميين، رافعين لافتة مكتوب عليها "القصاص للشهداء"، ومرددين هتافات "مرحبا بالسلفيين" و"أهلا بالإخوان".
ويطالب المعتصمون في ميدان التحرير بعدة إجراءات أبرزها سرعة محاكمة رموز النظام السابق وعلى رأسهم حسني مبارك، بجانب تقرير حد أدنى للأجور تزيد قيمته على ما أعلنته حكومة تسيير الأعمال، وتوفير رعاية أفضل لضحايا الثورة، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين.
ومن أبرز المطالب التى توحدت عليها القوى السياسية أيضا إعطاء صلاحيات كاملة للحكومة للبدء فى اتخاذ الإجراءات العملية فى ملف تطهير الفساد الإدارى والمالي، وتنفيذ الوعود المقدمة بخصوص قتلة الثوار، وتحديد جدول زمني واضح للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وتحديد صلاحيات المجلس العسكري.
وكان المجلس العسكري، الذي يدير شئون البلاد منذ تنحي مبارك في 11 فبراير/شباط الماضي، قد أصدر بيانا الأسبوع الماضي اتهم فيه حركة "6 أبريل"، إحدى الفصائل المشاركة بالثورة، بأنها تعمل للوقيعة بين الجيش والشعب، فيما ألمح بعض أعضاء المجلس إلى وجود علاقة للحركة بجهات خارجية.
ورفضت غالبية القوى السياسية مبدأ "التخوين"؛ وهو الاتهام الذي تزامن مع مسيرة تحركت من ميدان التحرير بقلب القاهرة، حيث يجري اعتصام للمحتجين صوب حي العباسية، حيث مقر وزارة الدفاع، شهدت اشتباكات بين المشاركين فيها وآخرين أدت إلى إصابة أكثر من 300 شخص.
ومن جانبه، أعلن حزب (الحرية والعدالة) الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين أن الإعلام تسبب في حالة من "التوتر" حول مليونية الجمعة وصور الأمر على أنه يقود إلى "حرب بين التيارات المختلفة"، غير أن "الوضع تغير بتراجع الأصوات المتطرفة عن بعض الشعارات الخلافية".
وأشار إلى أن التيارات الإسلامية التي دعت إلى المليونية تراجعت عن شعارات مثل (الشريعة والهوية)، مؤكدا رفضه لأي إجراءات من شأنها "فرض الوصاية على الإرادة الشعبية من أي جماعة أو فصيل".
وكان المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري قد قال الأربعاء إن "الشعب يؤيد القيادة العسكرية" في الفترة الانتقالية التي وعد بإنهائها بتسليم السلطة إلى مؤسسات مدنية منتخبة، واعتبر أن "جهات خارجية تدفع في طريق مواجهة بين الثوار والجيش".
وخلال لقاءه مع ضباط الجيش الثالث الميداني، أشار طنطاوي إلى أن الوضع الحالي الذي شهد وجود اتهامات للمجلس العسكري بعدم تنفيذ مطالب ثورة 25 يناير/كانون ثان "لم يكن متوقعا".
وقال "لم نكن نتخيل أن ينقلب الوضع وأن نكون في ناحية وغيرنا في ناحية أخرى"، مضيفا أن "التطاول على القوات المسلحة نأخذه بسعة صدر"، في إشارة إلى انتقادات بعض وسائل الإعلام لأداء المجلس العسكري الحاكم.(إفي)