يبدو أن القيادة في دمشق لم تبد اهتماما كبيرا لتهديدات وزير الطاقة التركي، تانير يلديز، أمس الثلاثاء بإعادة النظر فى إمداد سوريا بالكهرباء إذا استمرت الأجواء السياسية والأمنية الحالية في سوريا.
وقال يلديز : “نمد سوريا بالكهرباء حاليا، ولكن إذا استمر هذا الوضع فسنضطر لمراجعة كل هذه القرارات”، فى إشارة إلى الهجمات على مقار البعثات الدبلوماسية التركية من قبل متظاهرين مؤيدين للنظام السوري.
وأضاف الوزير بأن تركيا قررت أيضا وقف أنشطة التنقيب عن النفط التى تجريها مع سوريا ردا على مهاجمة بعثات دبلوماسية تركية على يد محتجين موالين للرئيس بشار الأسد.
ومن الجدير بالذكر، أن اتفاق الكهرباء الموقع بين تركيا وسوريا، عندما كانت العلاقات الثنائية دافئة، تضمن قيام تركيا بامداد سوريا بطاقة كهربائية تبلغ 2 مليار كيلووات في الساعة وهذا يوازي 10% من اجمالي استهلاك الكهرباء في سوريا.
وكانت التقارير الصادرة قبيل تفجر الأزمة في سوريا قد أشارت إلى أن سوريا تتمتع بفائض من الطاقة الكهربائية المنتجة محليا. ولذلك، يستبعد الخبراء بأن تقوم تركيا بتنفيذ تهديداتها بقطع الكهرباء عن جارتها الشمالية. وحتى لو قامت تركيا بذلك، فان الأمر سيلحق الضرر فقط بمناطق محددة في سوريا ولفترة زمنية قصيرة، أوضح الخبراء لموقع "نقودي.كوم".
كما واستبعد الاخصائيون قيام تركيا بوقف تزويد الطاقة الكهربائية لسوريا خشية امتناع الأخيرة عن تصدير الكهرباء لبعض دول الجوار، مثل الأردن ولبنان، وذلك بسبب الحاجة لسد الطلب المحلي المتنامي.
وسبق أن صرح وزير الكهرباء السوري، عماد خميس، الشهر الماضي بأن بلاده تصدّر الكهرباء للأردن، لبنان ومصر وتستورد الكهرباء من تركيا وأحيانا من مصر. وأوضح خميس أن صادرات الكهرباء من سوريا لمصر بلغت 8.9 مليون كيلووات في الساعة في حين أن واردات الكهرباء من مصرلسوريا بلغت 26 مليون كيلووات في الساعة وذلك حتى نهاية سبتمبر 2011. أما صادرات الكهرباء من سوريا للأردن فقد وصلت إلى 277 مليون كيلووات في الساعة في حين بلغت صادرات الكهرباء من سوريا للبنان 446 مليون كيلووات في الساعة وذلك حتى نهاية سبتمبر 2011. وبذلك، تكون صادرات الكهرباء السورية قد وصلت إلى 732 مليون كيلووات في الساعة خلال نفس الفترة.
وبلغت قيمة صادرات الكهرباء السورية 143 مليون دولار في حين أن قيمة واردات الكهرباء السورية وصلت إلى 45 مليون دولار، بالإضافة إلى 52 مليون يورو.
www.nuqudy.com/نقودي.كوم