Arabictrader.com - يتوقع الاقتصاديون على نطاق واسع أن ترفع لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا توقعات التضخم يوم الخميس بعد شهرين متتاليين من ارتفاع التضخم، ومع ذلك، لا ينبغي أن يتوقع المستثمرون تحولا متفائلا، ويتوقع الاقتصاديون في العديد من البنوك الأوروبية الكبرى أن يتخذ بنك إنجلترا نبرة متفائلة بحذر بينما يترك برنامج التسهيل الكمي وموقف سعر الفائدة في مكانه.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة بنسبة 0.5% على أساس شهري في يونيو، وهي أحدث قراءة متاحة، متجاوزة توقعات الإجماع وتمثل أعلى تسارع سنوي منذ مايو 2018، وتوقع بنك إنجلترا أن يصل التضخم إلى ذروته فوق 3% بحلول نهاية عام 2021 مع انتعاش الاقتصاد من التراجع التاريخي الناجم عن الوباء في عام 2020. ومع ذلك، لا يزال معظم صانعي السياسات لا يرون أدلة كافية على أن تجاوز التضخم سيكون أي شيء آخر غير مؤقت.
وتتحد ارتفاعات الأسعار المرتبطة بإعادة فتح الخدمات الاستهلاكية مع اضطراب سلسلة التوريد المستمر لدفع معدل تضخم أسرع مما كان البنك قد حدده في مايو الماضي، ونتوقع الآن أن يصل مؤشر أسعار المستهلكين إلى الذروة عند 3.5% في وقت لاحق من هذا العام، مقارنة بـ 2.5% كما توقع البنك مرة أخرى في مايو.
ومن غير المرجح أن تحدث أي تغييرات بالجملة في توقعات النمو على المدى المتوسط للبنك، والتي تشير إلى وصول إجمالي الناتج المحلي إلى مستويات ما قبل الوباء في الربع الرابع،وتشير أن يخفض البنك توقعاته للنمو في الربع الثالث، مع ذلك، إلى ما بين 1.5% و 2%، انخفاضا من 3.8%.
وشهدت الحالات اليومية الجديدة لفيروس كورونا في المملكة المتحدة انخفاضا مطردا منذ الذروة الأخيرة الشهر الماضي بسبب ارتفاع متحور دلتا شديد القابلية للانتقال، ومع ذلك، فإن الحالات المتزايدة في جميع أنحاء العالم والتأثير المتأخر للتخفيف التام لإنجلترا لتدابير الاحتواء قد يقدم سببا للحذر، وتضرر النشاط الاقتصادي في يوليو، حيث صدرت تعليمات لشرائح واسعة من السكان بالعزل الذاتي بسبب زيادة عدد الحالات.
وقال المسؤولون في إنجلترا في نهاية المطاف نأمل أن تكون هذه قصة مؤقتة، لكن الاضطراب على المدى القصير أدى بشكل فعال إلى إيقاف التعافي وربما خفف من بعض تفاؤل المستهلك الذي ظهر خلال الربيع.
على الجانب الأخر يبدوا أنه من غير المرجح أن يمضي البنك قدما في إنهاء برنامج التسهيل الكمي، كما دعا إليه الأعضاء الأكثر تشددا في لجنة السياسة النقدية، كما أنه من غير المتوقع أن يكون أول رفع لأسعار الفائدة حتى أوائل عام 2023، ولا أي تلميحات بشأن رفع أسعار الفائدة في المستقبل يوم الخميس.
والأكيد إن التجاوز الكبير لهدف التضخم للبنك والذي من المرجح أن يصبح واضحا في التوقعات القادمة سوف يختبر صبر بعض أعضاء لجنة السياسة النقدية، ومع ذلك، مع عدم وجود أدلة كافية لاستنتاج أن الارتفاع في التضخم سيستمر، ومن المرجح أن يؤدي ارتفاع حالات فيروس كورونا إلى بعض الحذر، ونعتقد أن عضوا واحدا فقط من لجنة السياسة النقدية سيصوت لسياسة أكثر تشددا الآن من خلال التيسير الكمي المقلص للمشتريات.
ولكن على الرغم من كل تلك التطورات السالف ذكرها التي تدفع بنك إنجلترا نحو الإبقاء على سياسته الحالية، فمن المرجح أن نرى بنك إنجلترا يرفع أسعار الفائدة في وقت أقرب من البنوك المركزية الرئيسية الأخرى، ويتوقع ارتفاعا في أغسطس 2022 مع ميل المخاطر نحو التشديد المبكر للسياسة النقدية.
حيث شهرين متتاليين من التضخم أعلى بكثير من المتوقع، إلى جانب سلسلة من الخطابات الأخيرة من قبل أعضاء لجنة السياسة النقدية مع ميل أكثر تشددا قد ألقت بظلال من التساؤل عما إذا كانت عملية تشديد السياسة قد تبدأ في وقت أبكر مما كان متوقعا
