Arabictrader.com - تعالت الأصوات مؤخرا داخل الفيدرالي الأمريكي للمطالبة بأن يتجه البنك إلى البدء في تقليص وتيرة شراء السندات خلال الفترة القريبة المقبلة، حيث ينادي بعض أعضاء الفيدرالي إلى الإعلان عن تقليص وتيرة شراء السندات خلال اجتماع سبتمبر المقبل، ثم بعد ذلك البدء الفعلي في خفض مشتريات السندات بداية من أكتوبر المقبل، وحتى إنهائها كليا في العام المقبل اعتمادا على التطورات الاقتصادية المختلقة داخل الولايات المتحدة.
لماذا ينادي أعضاء الفيدرالي الأمريكي بتقليص شراء السندات؟
يرى بعض أعضاء الفيدرالي الأمريكي بأن تقليص شراء السندات ضروري في الوقت الراهن وبخاصة بعدما نجح الاقتصاد الأمريكي في التعافي من تداعيات فيروس كورونا المستجد خلال الفترة الأخيرة، وبخاصة بعد إيجابية بيانات سوق العمل واقترابه من تحقيق الاستغلال الأمثل، بالإضافة إلى ارتفاع معدل التضخم الأمريكي بشكل قوي خلال الفترة الماضية، وهو ما يقتضي تشديد السياسة النقدية للعمل على السيطرة على ارتفاعات التضخم بالفترة المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، يرى الأعضاء بأن تداعيات متحور دلتا الجديد سيكون لها تأثير طفيف ومحدود على الاقتصاد الأمريكي رغم ارتفاع وتيرة إصابات كورونا بشكل قوي خلال الفترة الماضية داخل الولايات المتحدة، ولكن التأكيد على تكيف المواطنين والشركات مع الوباء يشير إلى محدودية تفشي متحور دلتا الجديد وبالتالي فلا يوجد سبب يستدعي تأخير الفيدرالي الأمريكي لتقليص وتيرة شراء السندات.
هل يخالف متحور دلتا الجديد التوقعات ويضر الاقتصاد الأمريكي بقوة؟
على الرغم من اعتقاد البعض بأن تداعيات متحور دلتا الاقتصادية قد تكون طفيفة، إلا أن هناك مخاوف بشأن تأثير الفيروس على التعافي الاقتصادي الأمريكي وبخاصة إذا ما تسبب ارتفاع الإصابات بإعادة فرض قيود إغلاق جديدة وفرض قواعد للتباعد الاجتماعي مجددا، وحتى إذا لم يحدث ذلك، فإن مجرد وجود وباء سريع ومميت قد يؤثر على قرارات المستهلك الأمريكي بالفترة المقبلة، وبالتالي سينعكس ذلك بقوة على الاقتصاد الأمريكي وقدرته على التعافي السريع من الفيروس، وتأكيدا على هذه النقطة، صرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بأنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان لتفشي متحور دلتا تأثير ملحوظ على الاقتصاد الأمريكي، قائلا "كوفيد 19 ما زال معنا... ومن المرجح أن يستمر الحال لفترة من الزمن".
ما تداعيات تقليص شراء السندات على الدولار الأمريكي؟
مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي داخل الولايات المتحدة في ظل تفشي متحور دلتا، فقد يتخوف الفيدرالي الأمريكي من التسرع في تقليص وتيرة شراء السندات، ولكن في حالة ما إذا أعلن الفيدرالي الأمريكي خلال سبتمبر المقبل العمل على خفض وتيرة مشتريات السندات، فقد نشاهد ارتفاعا قويا للدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى وبخاصة لأن ذلك يدعم السيناريو التفاؤلي حيال قوة الاقتصاد الأمريكي وتعافيه سريعا من تداعيات فيروس كورونا، وبالتالي قد يتجه الفيدرالي الأمريكي إلى الاتجاه نحو سياسة التشديد النقدي تدريجيا وربما قد نشهد ارتفاعا للفائدة في العام المقبل، وهو ما يعزز قوة الدولار الأمريكي بالأسواق.