Investing.com - يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وقع بين شقي الرحى، حيث يسعى خلال الفترة المقبلة إلى تهدئة وكبح جماح التضخم القياسي، دونما أن يتسبب في كارثة وركود.
وحذر بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) من أن التاريخ يشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يواجه مهمة صعبة في تشديد السياسة النقدية بصورة كافية لتهدئة التضخم، دون أن يتسبب في حدوث ركود في الولايات المتحدة.
انكماش
يرى كبير الاقتصاديين في بنك جولدمان ساكس أن احتمالات الركود في الولايات المتحدة تبلغ 35٪ في العامين المقبلين.
ويقول كبير الاقتصاديين جان هاتزيوس إن بنك الاحتياطي الفيدرالي يواجه طريقًا صعبًا إلى هبوط ناعم، حيث كانت الانخفاضات الكبيرة في فجوة الوظائف والعاملين تعني عادة حدوث ركود.
ويضيف جان هاتزيوس يشير التاريخ إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيواجه مهمة صعبة في تشديد السياسة النقدية بما يكفي لتهدئة التضخم دون التسبب في ركود في الولايات المتحدة، مع احتمالات انكماش بنسبة 35٪ تقريبًا خلال العامين المقبلين.
ليس حتميًا
قال كبير الاقتصاديين في بنك جولدمان ساكس إن الركود ليس حتميًا لأن تطبيع عرض العمالة وأسعار السلع المعمرة بعد Covid-19 سيساعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وأضاف هاتزيوس أن هناك المزيد من الأمثلة على بلدان أخرى في مجموعة الاقتصادات العشر المتقدمة - وهي مجموعة تضم أيضًا بلجيكا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة - التي انطلقت من الهبوط السهل.
وفقا لتقرير بنك جولدمان ساكس فإن 11 من أصل 14 دورة تشديد في الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية أعقبها ركود في غضون عامين.
كل الطرق تؤدي إلى "دولار أقوى"
15%
ويقول كبير الاقتصاديين جان هاتزيوس: "لكن ثمانية منها فقط يمكن أن تُعزى جزئيًا إلى تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي - وكانت عمليات الهبوط اللينة أو "الناعمة" أكثر شيوعًا مؤخرًا".
وتوقع كبير الاقتصاديين في بنك جولدمان ساكس أن تكون احتمالات حدوث ركود خلال الـ 12 شهرًا القادمة حوالي 15٪.
وتتزايد احتمالات حدوث ركود في الاقتصاد الأمريكي في الآونة الأخيرة، حيث توقع اقتصاديون مؤخرًا زيادة في احتمالات حدوث ركود في الولايات المتحدة.
وفقا لاستطلاع بلومبرج توقع 27.5٪ انكماشًا ارتفاعًا من 20٪ في الشهر السابق، بينما يتوقعون أن يبلغ متوسط مؤشر أسعار المستهلك 5.7٪ في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، ارتفاعًا من التقدير السابق البالغ 4.5٪.
توقعات
وقالت ميليسا براون، المدير العالمي للأبحاث التطبيقية في شركة الاستشارات المالية كونتيجو في حال كانت معدلات التضخم في الولايات المتحدة ستنخفض بعد عام من وقتنا الحالي، فلن يكون ذلك مفيدًا.
وأضافت بروان يبقى هناك سبب أخر للتفاؤل يتمثل في التوقعات بعد مبالغة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سياسته المتبعة حتى لا يعرض الانتعاش الاقتصادي للخطر.
وقال كبير مسؤولي الاستثمار في ريموند جيمس لاري آدم أن الاحتياطي الفيدرالي هو مؤسسة شفافة قضت شهورًا فى الحديث عن برامج الخفض التدريجي.
وأضاف لاري وفكرة أنهم سيأخذون فجأة منعطفاً ماليًا صعبًا هي فكرة لا تعبر عن سياستهم، حيث سيكون البنك أكثر واقعية.
عاجل: ارتفاعات مذهلة.. تاريخية
تضخم قياسي
قالت كاثي بوستانسيك، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين في أكسفورد إيكونوميكس: "لقد فاقمت الحرب الروسية الأوكرانية من معدل التضخم من خلال ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء والسلع التي تتسبب في تفاقم مشاكل سلسلة التوريد".
ودفع معدل التضخم المرتفع في الولايات المتحدة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الشهر الماضي إلى رفع سعر الفائدة الرئيسي لأول مرة منذ ثلاث سنوات، وأشار البنك المركزي الأمريكي إلى أن الفائدة سترتفع عدة مرات هذا العام.
وقال بيتر كارديللو، كبير اقتصاديي السوق في سبارتان كابيتال سيكوريتيز أن المحصلة النهائية هي أن التضخم سيستمر لفترة من الوقت، لكن يمكن أن يبدأ في التراجع في أشهر الصيف، شريطة أن نحصل على بعض الهدوء في الزراعة وأسعار الطاقة.