Investing.com - بلغ التضخم في الولايات المتحدة ذروته عند 9.1% ولم يعد للخلف منذ هذه النقطة حيث استمر مؤشر أسعار المستهلكين CPI في الهبوط لمدة 7 أشهر متتالية ليسجل في شهر يناير 6.4%، إلا أن هناك سيناريو أسود يعرفه الفيدرالي ويخشاه ويعرفه الاقتصاد الأمريكي وهو انعكاس اتجاه التضخم، وقد برز على السطح توقع بحدوثه.
توقع مايكل ويلكرسون، مؤسس ستورم وول أدفيسورز Stormwall Advisors والكاتب الاستراتيجي، أن يعود التضخم ليرتفع إلى نطاق %8 - 12% في وقت لاحق من هذا العام.
وقال ويلكرسون، الذي يتمتع بخبرة ثلاثة عقود كمستثمر في الأسواق الناشئة، إن التضخم لم يلحق بعد بنمو النقود M2. ولاحظ أن العرض النقدي زاد بنسبة 40 في المائة منذ عام 2000 فقط، وعلق على ذلك قائلًا: "لم يكن لديك وقت في التاريخ حيث زاد المعروض النقدي بهذا القدر دون أن يؤدي ذلك إلى التضخم عنيف، فتضخم الأسعار دائمًا ما يلحق تضخم المعروض النقدي."
وفي حديث خاص مع كيتكو نيوز، قال ويلكرسون أنه منذ عام 2008، تضاعف عرض النقود M2 ثلاث مرات، حيث انتقل من 7 تريليون دولار إلى ما يقرب من 22 تريليون دولار. وأشار أن هذا كان بسبب محاولة الحكومة تخفيف الصدمة من الأزمة المالية لعام 2008، وكذلك صدمة الإغلاق نتيجة وباء كورونا في عام 2020.
في محاولة لخفض التضخم، رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 475 نقطة أساس على مدار عام وبدأ في خفض ميزانيته وبيع أصوله. ومع ذلك، زعم ويلكرسون أن هذه الخطوات "قليلة جدًا ومتأخرة جدًا"، واقترح أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يرفع أسعار الفائدة إلى مستوى مرتفع بما يكفي لتثبيط الأسعار.
معضلة الفيدرالي..ثمن تجنب الركود
وصرح أن "الاحتياطي الفيدرالي سوف ينفد من قوة النيران، تصبح هذه دائمًا مقايضة، بين كبح جماح التضخم وقتل التنين التضخمي من ناحية، والسماح للركود والبطالة بالارتفاع من الناحية الأخرى. والحكومات، دائمًا وفي كل مكان ... تفضل التضخم."
زعم ويلكرسون أن خطر الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في حالة الركود "أكبر من أن تتحمله الحكومة"، وأن التضخم هو "أهون الشرين" من وجهة نظر صانعي السياسة.
الفيدرالي الآن وموقف التضخم
وعلى الرغم من استبعاد الخبراء لهذا السيناريو حتى الآن، إلا أن إشارات سلبية ظهرت في البيانات الأخيرة، حيث صدرت بيانات CPI الأخيرة أعلى من التوقعات، وكذلك جاءت بيانات مؤشر التضخم المفضل لدى الفيدرالي الأمريكي أعلى من القراءة السابقة، لتظهر بذلك بوادر انعكاس التضخم.