من توم بيري
بيروت (رويترز) - أطلق مقاتلو المعارضة الذين يحظون بدعم من الغرب في جنوب غرب سوريا هذا الأسبوع تصريحات معادية لتنظيم القاعدة فيما يمثل مؤشرا على احتكاك بين الجانبين قد يؤدي إلى تجدد الاشتباكات بين خصوم الرئيس بشار الأسد.
ويعد جنوب غرب البلاد المكان الوحيد في سوريا الذي تتمتع فيه المعارضة بوجود قوي.
وبعد مرور أربع سنوات على تفجر الحرب الأهلية أصبحت معظم الأراضي السورية تحت سيطرة القوات الحكومية أو الجماعتين الجهاديتين الرئيسيتين تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق وجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة بسوريا في الشمال الغربي.
وتعارض الدول الغربية ودول عربية الأسد والجهاديين على حد سواء. وتقول واشنطن التي تقود حملة دولية لشن ضربات جوية على مقاتلي الدولة الإسلامية إن استراتيجيتها تقوم على دعم ما تصفهم بالمقاتلين "المعتدلين".
ورغم أن هذه المعارضة "المعتدلة" المدعومة من الغرب تسيطر على مساحات قليلة من الأرض مقارنة بالجماعات الجهادية فإن تحالفا يعرف باسم الجبهة الجنوبية يسيطر على منطقة مهمة قرب الحدود مع الأردن وإسرائيل.
واستولى هذا التحالف على معبر حدودي ومدينة كانت خاضعة لسيطرة القوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة بعد صد هجوم حكومي.
وفي الجنوب تنشط أيضا جبهة النصرة - التي سحقت المقاتلين المدعومين من الغرب في الشمال - وقد انضمت في بعض الأحيان لجماعات تنضوي تحت لواء الجبهة الجنوبية في مقاتلة القوات الحكومية. وفي كثير من الأحيان اكتنف الغموض هذه العلاقة فيما يبدو.
غير أن جماعات الجبهة الجنوبية أصدرت هذا الأسبوع بيانا يدين فكر جبهة النصرة ويرفض أي تعاون معها.
وقال أبو غياث الشامي المتحدث باسم ألوية سيف الشام إحدى جماعات الجبهة الجنوبية إن البيان ليس دعوة للحرب لكن جبهة النصرة ستفسره بهذا الشكل وإذا أرادت الجبهة القتال فستكون الخاسرة.
وفي ظل تدفق المساعدات عبر الأردن الحليف للولايات المتحدة فإن جماعات الجبهة الجنوبية أقوى من الجهاديين في الجنوب حسبما تفيد عدة تقديرات بينها تقدير من مسؤول في المخابرات الأمريكية.
وقال بشار الزعبي رئيس جماعة جيش اليرموك التي أرسلت البيان لرويترز "علينا أن نعلن موقفنا واضحا فلا جبهة النصرة ولا أي شي آخر بهذا الفكر يمثلنا."
وفي إشارة إلى أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة قال "لا يمكننا الانتقال من حكم الأسد إلى الظواهري والنصرة."
وقال أبو المجد الزعبي رئيس الهيئة السورية للإعلام المرتبطة بالجبهة الجنوبية إن الهدف هو عزل جبهة النصرة.
وأضاف أن "الباب مفتوح لهروب مقاتلي جبهة النصرة للانضمام إلى فصائل الجبهة الجنوبية. نحن لا ندعو للمواجهة لكن الجبهة الجنوبية أقوى."
ويبدو أن الدافع وراء البيان هو حوادث من بينها محاولة من جانب جبهة النصرة للقبض على قائد بالجبهة الجنوبية والتوتر بين الجانبين عند معبر نصيب مع الأردن.
وتم الاستيلاء على المعبر من القوات الحكومية في أول أبريل نيسان وأعلن كل من الجبهة الجنوبية وجبهة النصرة أنه لعب الدور الحاسم في السيطرة عليه.
وتضم الجبهة الجنوبية جماعات أقوى من الجهاديين في المنطقة وفق عدة تقديرات من بينها تقدير لمسؤول بالمخابرات الأمريكية.
غير أن جبهة النصرة مازالت تتمتع بحضور كبير وربما يتطلع أيضا تنظيم الدولة الإسلامية للتوسع في المنطقة.
وفي الأيام الأخيرة شن مقاتلو الدولة الإسلامية هجوما على قاعدة جوية في محافظة السويداء في إطار نمط من الهجمات يتجاوز معاقلها الشرقية. وصد الجيش السوري هذا الهجوم.
وقال بشار الزعبي إن الهجوم يمثل محاولة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية لاعلان وصوله للمنطقة وإن من الضروري تقديم المزيد من الدعم الدولي للجبهة الجنوبية لدرء الخطر الجهادي.