واشنطن، 18 مايو/آيار (إفي): يستعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتشكيل لجنة مستقلة عبر قرار حكومي للتحقيق في حادث التسرب النفطي بخليج المكسيك، في الوقت الذي قالت فيه وزيرة الأمن القومي جانيت نابوليتانو إن الانتهاء من أعمال احتواء التسرب "لا يبدو قريبا"، على الرغم من أن شركة (بريتش بتروليوم) البريطانية للنفط أكدت أنها ستحاول إزالة البقعة تماما الأسبوع الجاري.
وذكرت مصادر حكومية في تصريحات نشرتها صحيفة (واشنطن بوست) في نسختها الإلكترونية أن عمل اللجنة سيكون مشابها للذي قامت به لجان أخرى للتحقيق في انفجار مكوك الفضاء (تشالنجر) في 28 يناير/كانون ثان 1986 والحادث الذي وقع بمحطة (ثري ميل أيلاند) النووية في بنسلفانيا عام 1979.
ومن المقرر أن تقوم اللجنة المذكورة بالبحث في بعض القضايا مثل الممارسات الصناعية، والإجراءات الأمنية بالمنصات النفطية، وقواعد التنظيم الفيدرالية والوطنية والمحلية، والإشراف الحكومي، متضمنا بنية وأداء جهاز إدارة المعادن، وستراجع السياسات البيئية.
وكان أوباما، الذي أعلن عن تشكيل اللجنة بعد ضغط العديد من نواب الكونجرس، قد تعهد الجمعة الماضي بعدم التهاون مع شركات النفط والهيئات المسئولة عن الإشراف عليها، محذرا من أن الوضع قد يتحول إلى "مأساة" وأعرب عن إحباطه إزاء سياسات شركات القطاع.
وفي نفس السياق، قالت وزيرة الأمن القومي في الولايات المتحدة جانيت نابوليتانو إن الانتهاء من أعمال احتواء التسرب النفطي في مياه خليج المكسيك "لا يبدو قريبا"، على الرغم من أن شركة (بريتش بتروليوم) البريطانية للنفط أكدت أنها ستحاول إزالة البقعة تماما الأسبوع الجاري.
وأكدت نابوليتانو الاثنين خلال إحدى جلسات لجنة الأمن القومي والشئون الحكومية بمجلس الشيوخ الأمريكي: "لسنا في البداية، فقد مضى قرابة شهر على الحادث، ولكننا لم نقترب أيضا من النهاية".
وكان علماء أمريكيون قد أعلنوا خلال اليومين الماضيين اكتشاف أعمدة نفطية ضخمة تحت سطح خليج المكسيك، تقضي على الأكسجين من حولها وتهدد الحياة البحرية في المنطقة.
وشددت وزيرة الأمن القومي أن الأمور قد تسوء باستمرار التسرب النفطي، الذي يبلغ حجمه قرابة خمسة آلاف برميل يوميا وفقا لتوقعات رسمية، لفترة "أطول".
يذكر أن الكارثة ترجع إلى 20 أبريل/نيسان الماضي بعدما انفجرت منصة نفطية تديرها (بريتش بتروليوم) وغرقت بعدها بيومين لتترك المجال مفتوحا أمام حقل نفطي يسرب نحو 800 ألف لتر يوميا من النفط في مياه خليج المكسيك، وقبالة سواحل 4 ولايات أمريكية.
وتقدم مدير برامج التنقيب عن النفط والغاز بوزارة الداخلية الأمريكية كريس أوينيز باستقالة من منصبه، ليكون الضحية الأولى لتسرب نفطي في خليج المكسيك داخل إدارة الرئيس باراك أوباما.
وجاءت الاستقالة في رسالة إلكترونية بعث بها أوينيز إلى جميع الموظفين العاملين ببرنامج إدارة المشروعات البحرية والطاقة المائية.
ويتولى مكتب أوينيز الدراسات البيئية وعمليات الإنقاذ المتعلقة بمشروعات الكشف عن النفط، ووفقا للمنتقدين فقد أظهر إهمالا كبيرا في عملية منح امتيازات التنقيب للشركات.
وقد حذرت هيئة الأرصاد الجوية في المكسيك من صعوبة تنظيف بقعة النفط الناجمة عن التسرب في خليج المكسيك إذا صدقت التوقعات الخاصة بموسم الأعاصير خلال العام الجاري في المحيط الأطلسي مع هبوب أربعة منها شديدة القوة.
يذكر أن (بريتش بتروليوم) تمكنت الأحد من تثبيت أنبوب على موضع التسرب النفطي الرئيسي في خليج المكسيك وسحب جزء من الخام إلى إحدى السفن على السطح، فيما يعد أول محاولة ناجحة لاحتواء البقعة، ويبلغ طول الأنبوب نحو ألف و600 متر وهي المسافة بين قاع البحر وسفينة (ديسكفر إنتربرايز)، التي تقوم بتخزين الخام وحرق الغاز.(إفي)