اتهام ساركوزي بممارسة التمييز ضد الغجر

باريس، 21 يوليو/تموز (إفي): وجهت أكثر من جهة اتهامات للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بممارسة التمييز ضد الغجر وتشويه صورتهم، خاصة بعد دعوته لعقد مؤتمر لبحث مشاكلهم، على خلفية أحداث العنف التي وقعت في منطقة سانت إنيان (وسط)، التي تفجرت عقب مصرع شاب من أصول رومانية في مطاردة برصاص الشرطة.



وكان ساركوزي قد أعلن اليوم عن انعقاد مؤتمر في 28 من الشهر الجاري لبحث المشكلات التي تنتج عن "سلوكيات بعض الغجر والرُحَل" فيما أصدر أوامره، بإزالة كافة العشوائيات غير القانونية وترحيل ساكنيها، مؤكدا أن حكومته "تخوض حربا بلا هوادة ضد العنف والجريمة المنظمة وتجار المخدرات".



وفي هذا السياق أكد ستيفان لوفيك أمين عام جمعية "فانسان جون دو فوياج"، المعنية بالدفاع عن حقوق الغجر والرحل، في تصريحات لوكالة (إفي) أن "من غير المجدي ألا يتناول المؤتمر الجوانب الإثنية للصراع".



وأضاف "إن إزالة مخيمات المهمشين بناء على أوامر من ساركوزي سيؤدي إلى تصعيد العنف وتأجيج مشاعر الرفض، وبالطبع لن يحل المشاكل التي يعانيها الغجر".



وفي السياق نفسه رأت رابطة حقوق الانسان أن تصريحات ساركوزي "تعطي انطباعا بأن كل الرحل والرومانيين مجرمون ولصوص"، مشيرة إلى نبذها للعنف، ورفضها للأحداث التي شهدتها منطقة سانت إينيان.



وتفيد التقارير عن إحراق نحو ستين سيارة، وعدد من المتاجر، فيما انتشر أكثر من 300 شرطي في المكان.



ومنذ بداية أعمال العنف الجمعة، جرى اعتقال عشرين شخصا، فيما وجه الاتهام بإطلاق النار على الشرطة إلى شخصين قيد التوقيف. كما أعلن المدعي العام فتح تحقيق في ظروف مقتل الشاب.



ويواجه ساركوزي، زعيم حزب اتحاد من أجل حركة شعبية، الكثير من الأزمات الداخلية والفضائح المالية كان آخرها فضيحة لوريال التي أجبرت الرئيس على المثول أمام وسائل الإعلام لتبرئة وزير العمل من تقديم خدمات لوريثة امبراطورية لوريال بيتانكور من أجل الحصول على أموال لحملة الرئيس.



وكان ساركوزي الذي تولى منصب وزير الداخلية منذ عام 2005 قبل ترشحه للرئاسة قد واجه بأساليب وصفت بالقمعية أحداث شغب ومواجهات عنف اندلعت في ضواحي باريس، مما جعل البعض يتهمونه آنذاك باستخدام هذه الأساليب لكسب ود الناخبين.



في الوقت نفسه، دافع المتحدث باسم الإليزيه لوك شاتيل عن سياسات الرئيس، رافضا أي اتهامات له بمحاولة تشويه أي أقلية أو جالية في البلاد، مؤكدا أن تصريحاته الأخيرة، تأتي في سياق التعامل مع الأزمات التي تمر بها البلاد حاليا. (إفي) ط ز/ع ن