بروكسل، 25 يناير/كانون ثان (إفي): حذرت المفوضية الأوروبية اليوم من تدهور محتمل للأزمة الإنسانية في مالي بالتزامن مع تقدم القوات الفرنسية والمالية نحو شمال البلاد، وطالبت بالحيطة أمام أي أحداث انتقامية ضد سكان هذه المنطقة.
وقالت المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية، كريستالينا جورجييفا "الهجوم العسكري لم يتسبب حتى الآن في زيادة ضخمة للمساعدات الإنسانية او أفواج اللاجئين، ولكن مع تطور المعارك نحو مدينتي تومبوكتو وجاو، فإن هذا الوضع ربما يتغير".
وأكدت المسئولة التي عادت مؤخرا من مالي أن المشكلات من الممكن أن تتزايد بسبب اغلاق الحدود الجزائرية وبسبب قطع الطريق الذي يصل بين باماكو وجاو، مما يصعب وصول كل أنواع الامدادات.
واعتبرت المفوضة أن انعدام الاستقرار في الشمال سيؤدي لنتائج سيئة أبرزها نقص في المواد الغذائية، وهو الأمر الذي يكتسب خطورة كبيرة نظرا لأن نصف شكان الشمال تقريبا سيحتاجون لمساعدات غذائية.
وقالت جورجييفا أن الأولوية الكبرى ستكون تسهيل دخول المنظمات الإنسانية لكل مناطق البلاد، وهو الأمر الذي يزداد تعقيدا بصورة يومية بسبب القيود والمعارك.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، أكدت المسئولة استعداد بروكسل لزيادة مساعدتها اذا ما استدعت الضرورة، مع العلم بأن المفوضية الأوروبية منحت مالي العام الماضي مساعدات إنسانية بقيمة 78 مليون يورو، تم اضافة حزمتين اضافيتين عليها بقيمة 20 مليون يورو.
وكانت جماعات إسلامية راديكالية (أنصار الدين والتوحيد والجهاد في غرب أفريقيا والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) قد استولت على المناطق الشمالية من مالي بعد ثلاثة أشهر من نجاح جماعات الطوارق بالحركة الوطنية لتحرير أزواد في الانفصال.
وسارعت دول أفريقية إلى إرسال بعثات عسكرية إلى مالي للتصدي للمتمردين، الذين حاولوا السيطرة على مدينة كونا ذات الأهمية الاستراتيجية من أجل التقدم جنوبا نحو عاصمة البلاد باماكو، ما دفع فرنسا للتدخل العسكري. (إفي)