من مايكل جورجي
القاهرة (رويترز) - قال علي الزعتري منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا إن ليبيا تواجه نقصا حادا في الأدوية الضرورية لإنقاذ الحياة وإن نحو مليون شخص سيصبحون قريبا في حاجة ماسة للمساعدة فيما تعرقل الفصائل المتحاربة جهود إنهاء الفوضى وتشكيل حكومة وحدة.
وأضاف "تقديراتنا هي أنه بحلول نهاية مارس قد تنفد الأدوية الضرورية للحياة في ليبيا مما سيؤثر على نحو مليون شخص."
وتابع "إذا لم تصل أدوية وإمدادات طبية فإن هذا سيمثل مشكلة حقيقة لليبيا."
ومن المقرر أن يلتقي الزعتري بمبعوثين من جامعة الدول العربية أثناء زيارة للقاهرة في محاولة لكسب التأييد لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تخفيف حدة ما يصفها بأنها أزمة إنسانية في ليبيا.
ويتركز اهتمامه في الوقت الحالي على ندرة الأدوية اللازمة لعلاج أمراض مثل السرطان وعلى حالة المستشفيات في ليبيا التي انزلقت إلى الفوضى منذ الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي قبل خمس سنوات.
ومما يزيد من حدة المشاكل وجود نحو 435 ألفا من النازحين داخل البلاد يعيشون في مدارس وأماكن عامة أخرى ونحو 250 ألف مهاجر ولاجئ دفعهم الأمل لعبور ليبيا إلى حياة أفضل في الخارج.
ومنذ عام 2014 توجد حكومتان متنافستان في ليبيا واحدة في طرابلس والأخرى في شرق البلاد ويدعم كلا منهما تحالف فضفاض من الفصائل المسلحة والثوار السابقين.
* الكفاح من أجل تشكيل الحكومة
والهدف من خطة الأمم المتحدة التي أعلنت بموجبها حكومة الوحدة هو مساعدة ليبيا على تحقيق الاستقرار ومعالجة الخطر المتنامي الذي يمثله مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية. وقد اعترض متشددون من الجانبين على هذه الخطة من البداية ما كان سببا في تأخرها.
وكان لحالة عدم الاستقرار تأثير شديد على منشآت الرعاية الصحية. ففي بنغازي على سبيل المثال قال الزعتري إن مستشفى واحدا أو اثنين فقط هما اللذان يعملان.
وقبل بضعة أيام جرى إبلاغه بأن مستشفى الرعاية النفسية في بنغازي ليس له موارد. ولا يتلقى العشرات الرعاية الواجبة.
وقال الزعتري لرويترز في مقابلة "من الصعب فعلا لمستشفى أن يستمر على هذا المنوال في مدينة تشهد قتالا مستمرا يوميا في مناطق معينة."
وأضاف أن 1.3 مليون شخص في ليبيا يحتاجون لمساعدات انسانية.
وقال "اليوم نحن نتلقى الطلبات من الجمعيات الأهلية للطعام. هذا ليس مؤشرا طيبا. فهو يعني أن نسبة ليست هينة من المجتمع تتطلب حصة معينة من المواد الغذائية."
وسيكون من الصعب تركيز الاهتمام على محنة هؤلاء في منطقة تشهد أزمات متعددة من سوريا إلى العراق إلى اليمن.
وقال الزعتري مشيرا إلى وضع ليبيا كدولة منتجة للنفط إن الاعتقاد الشائع أن ليبيا دولة غنية يمكنها تدبير أمرها وأوضح أن ليبيا غنية غير أنه لا يمكنها أن تدبر أمرها .
وأضاف "ليست قصة يسهل إقناع الآخرين بها وأعترف بذلك. فقول إن ليبيا بها وضع انساني يدفع الناس للعودة إلى مقاعدهم وترديد كلمة ‘مستحيل‘."
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير)