اسطنبول (رويترز) - قالت صحيفة حريت الناطقة بالإنجليزية يوم الثلاثاء إن السلطات التركية اعتقلت رئيس تحرير الصحيفة في أحدث حملة اعتقالات لصحفيين وآخرين متهمين بأن لهم صلات بمحاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي.
وأضاف أن رئيس التحرير دنجر جوتشه اعتقل مع تسعة آخرين بعد أن أصدر الادعاء في اسطنبول أوامر اعتقال لخمسة وثلاثين شخصا في إطار تحقيق حول داعمي رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة الذي تقول تركيا إنه العقل المدبر وراء محاولة الانقلاب.
ونفى كولن ضلوعه في محاولة الانقلاب في 15 يوليو تموز.
وقالت صحيفة حريت -وهي واحدة من أكثر الصحف التركية انتشارا واتخذت موقفا مواليا للحكومة بشكل كبير- إن الكثير من أوامر الاعتقال صادرة بحق صحفيين ولكن لم تحدد عددهم. وأضافت أن 18 على الأقل ممن صدرت أوامر اعتقال بحقهم بالخارج.
وقالت الصحيفة أن بين المعتقلين مراد أقصوي الصحفي السابق في صحيفة يني شفق الموالية للحكومة والذي قدم المشورة كذلك لحزب الشعب الجمهوري الذي يمثل المعارضة العلمانية الرئيسية في البلاد.
وقالت شبكة تلفزيون ان.تي.في إن قائد شرطة سابقا في اسطنبول اعتقل كذلك.
ولم يرد تعليق فوري من مكتب الادعاء.
وفي حملة على من يشتبه أنهم أتباع كولن منذ محاولة الانقلاب اعتقلت السلطات أكثر من 40 ألف شخص واحتجزت رسميا نحو نصفهم. وتمت إقالة أو إيقاف نحو 80 ألفا من القضاء والشرطة والجهاز الحكومي وغيرها من المؤسسات مما أثار قلق الحلفاء الغربيين من ملاحقة المعارضين.
وأثارت محاولة الانقلاب وما أعقبها توترات بين الجاليات التركية في أوروبا خاصة ألمانيا بين أنصار إردوغان والمتعاطفين مع كولن.
وقال الطبعة الهولندية لصحيفة زمان التركية ذات الصلة بحركة كولن إنها أوقفت نشر طبعاتها في فرنسا وبلجيكا بسبب تهديدات.
وقالت الصحيفة على حسابها على تويتر "بسبب المخاطر الأمنية على محررينا نعتقد ان الاستمرار في العمل سيكون قرارا غير مسؤول." وكان مجلس تحريرها قد تلقى أكثر من 200 تهديد بالقتل.
وسيطر مسؤولون حكوميون على صحيفة زمان في تركيا في مارس آذار في إطار حملة على شركات يُعتقد أنها تمول حركة كولن.
ووفقا للاتحاد الأوروبي للصحفيين أغلقت تركيا أيضا أكثر من 130 منفذا إعلاميا واحتجزت أكثر من 60 صحفيا منذ إعلان حالة الطوارئ بعد 15 يوليو.
ويطالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتسليم كولن قائلا إنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب التي قام بها جنود مارقون وأسفرت عن سقوط 241 قتيلا أغلبهم من أفراد الأمن والمدنيين. ويقدر أن نحو مئة من مدبري محاولة الانقلاب قتلوا.
ويقول محامون أمريكيون إن عملية التسليم قد تستغرق أعواما.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)