صفقة اثنين الإنترنت:خصم يصل إلى 60% InvestingProاحصل على الخصم

نيكانور بارا.. رائد الشعر المضاد يفوز بجائزة ثربانتيس الإسبانية للأداب 2011

تم النشر 01/12/2011, 21:00
محدث 01/12/2011, 21:15

مدريد، أول ديسمبر/كانون أول (إفي): أصبح الشاعر الكبير نيكانور بارا، (97 عاما) اليوم ثالث أديب يفوز بجائزة ثربانتيس للآداب، أرفع جوائز الأداب الناطقة بالإسبانية، وهو ما يعني اعترافا نهائيا بـ"الشعر المضاد" المتمرد الذي أربك معايير عالم الأدب طوال ستة عقود.



وبالرغم من أن أولى قصائده يرجع إلى عام 1937 "أنشودات بلا عنوان"، إلا أن تفرده في عالم الشعر جاء من خلال مشروعه الثوري "القصيدة المضادة"، الذي بدأت بواكيره عام 1954 ، الذي أثار جدلا واسعا كما أربك حسابات المدافعين عن الشعر بشكله ومفهومه الكلاسيكي.



وفي الوقت الراهن وبعد عقود من الرفض، تحول بارا إلى أيقونة بالنسبة لأجيال من الأدباء من أبناء وطنه تشيلي أمثال جورج إدوارس الحاصل على ثربانتيس عام 1999 ، وجونزالو روخاس الحاصل على نفس التكريم عام 2003.



يذكر أن بارا هو الابن البكر لأسرة متعددة تضم تسعة أشقاء، من بينهم إخصائية الفولكلور الشهيرة فيوليتا بارا، وقد نشأ في سان فابيان دي أليكو، وانتقل إلى تشيلي عام 1932 حيث درس الفيزياء في بلاده، ثم أكمل دراسته في الولايات المتحدة وفي العاصمة البريطانية لندن، فحصل على الدكتوراه في الرياضيات وهو ما قربه أكثر من عالم الشعر.



وقد كرمته جامعة أوكسفورد عام 2000 بمنحه شهادة زمالتها الشرفية.



بالرغم من أن بارا يحظى بإعجاب شديد من قبل فنانين وأدباء كبار وفي مقدمتهم بوب ديلان وآلان جينسبورج وروبرتو بولانيو، إلا أنه من أشد المولعين بالأدب الكلاسيكي ورموزه أمثال ميجل دي ثربانتيس وويليام شكسير ودانتي.



أسس نيكانور بارا بقصيدته المضادة تيارا سرعان ما انتشر بطول أمريكا اللاتينية. والقصيدة المضادة قصيدة مخالفة تنحو ضد الشعر بالمعنى السائد. ويبرز من بين أهم خصائصها تراجع (الأنا البطولية)، لتحل محلها ذات حديثة، ساخرة ومتهكمة.



والقصيدة المضادة عند بارا تتأمل وتستقصي وتتقلب بين أشكال شعرية وغير شعرية عدة مستفيدة من المسرح والسينما والبوب أرت، تتوسل لغة أقرب إلى مفردات الحياة اليومية تجاورها مقولات فلسفية وصياغات سوريالية مخففة ومفردات قادمة من شتى الحقول العلمية والصناعية والتجارية والدينية والسياسية متضافرة جميعها في نوع من الكوميديا السوداء.



وبهذا تصبح القصيدة المضادة أصدق تعبير عن "لغة الشعب"، في إبداعها الأدبي وموضوعاتها، كما تعتبر "لغة الشعب" أهم روافد الشعر عند أديب تشيلي المتمرد على القوالب الثابتة، وبحسب قول بارا نفسه في وصف تحوله إلى هذا التيار عندما أوضح ساخرا "ظل الشعر طوال نصف قرن فردوس الحماقة باقتدار".



وبسؤاله ذات مرة إذا كان يسعى من خلال مشروعه الأدبي "قصائد وقصائد مضادة" ان يصبح أفضل شعراء تشيلي، قال "لا. ولكن اكتفي بأن اكون صاحب لقب أفضل شاعر في الجزيرة السوداء"، في إشارة إلى بابلو نيرودا، الذي كان في ذلك الوقت يقيم في هذه الجزيرة القريبة من سواحل تشيلي.



وفي مناسبة أخرى انتقد شعراء تشيلي قائلا "لا لشعر الرب الصغير (بيثنتي ويدوبرو)، لا لشعر الثور الهائج (بابلو روكا)، لا لشعر البقرة المقدسة (بابلو نيرودا)".



وبالرغم من هذه الانتقادات لنظرائه من شعراء تشيلي يقيم بارا حاليا بالقرب من الجزيرة السوداء حيث عاش وتوفي نيرودا وبالقرب من البلدة التي عاش ودفن فيها بيثنتي ويدوبرو أحد مؤسسي تيار الحداثة في الشعر تشيلي.



يذكر أن الرجل الذي وصف شعره بأنه مثل جبل جليد روسي من يتسلقه يهبط وأنفه يدمي، حصل عام 1969 على الجائزة الوطنية للآداب عن ديوانه "عمل سميك"، كما انقلب عليه اليسار في بلاده بسبب قبوله تناول الشاي في البيت الأبيض مع زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون.



صدر لبارا عام 1972 "متفجرات"، وعام 1977 "خطب ومواعظ لمسيح إلكي"، و1979 "خطب ومواعظ جديدة لمسيح إلكي"، 1983 "نكات لتضليل البوليس"، وفي نفس العام أيضا أصدر "مقطوعات أعياد الميلاد"، و "شعر سياسي"، و1985 "ورق عنب"، و1993 "قصائد لمكافحة الصلع".



أبدع بعد ذلك "صفحات خاوية" 2001 ، و"الملك لير والشحاذ" 2004 ، و"الأعمال الكاملة" 2006 ، و"خطاب على الطاولة" 2006.



وبعد مشواره الطويل مع عالم الشعر قال ذات مرة "أشعر بالإنهاك أود مواصلة كتابة الشعر ولكن يبدو أن الإلهام قد جف، ولم يعد لدي ما أقوله، كل ما كنت أريد التعبير عنه قلته بالفعل وأكثر من مرة"، ولكن بالرغم من ذلك لم يتوقف بارا حتى اليوم عن الكتابة.



يذكر ان التنافس على الجائزة التي تحمل اسم الكاتب الإسباني الشهير ميجل دى ثربانتس وتبلغ قيمتها 125 ألف يورو، شهد هذا العام ترشيحات عدد من كبار أدباء أمريكا اللاتينية من بينهم إرنستو كاردينال وفرناندو باييخو وإدواردو جاليانو وفينو جارثيا ماروث، ولكنها حسمت بالإجماع لصالح بارا.



وينص قانون الجائزة غير المكتوب على منحها عاما لأديب من أمريكا اللاتينية وعاما لأديب من إسبانيا،وذهبت جائزة ثربانتس لعام 2010 إلى الروائية الإسبانية أنا ماريا ماتوتي.



يشار إلى أن وزارة الثقافة الإسبانية أسست جائزة ثربانتس عام 1975 تخليدا لذكرى الكاتب الكبير ميجل دى ثربانيتس صاحب العمل الخالد "دون كيخوته" الذي أثرى بأعماله الأدب الإسباني والعالمي. (إفي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.