سنبدأ المقالة بالحركة التي قامت بها فيتش ، فقد خفضت تصنيف الديون السيادية في اسبانيا بثلاث درجات ليصل تصنيفها الى "بي بي بي"، وأرفقته بتوقعات سلبية ما يعني انها قد تعيد تخفيض تصنيف هذا البلد مرة اخرى في خضم ازمة الديون في منطقة اليورو.
أن أهم الاسباب التي اثارتها فيتش ارتفاع تكلفة المتوقعة لإعادة رسملة القطاع المصرفي الأسباني والتي قدرتها الوكالة في بيانها بما بين 60 و100 مليار يورو، وعلى اساس كلفة من 60 مليار يورو فان اجمالي الديون العامة لاسبانيا قد يصل الى 95 % من اجمالي الناتج الإجمالي بحلول العام 2015.
أكد البيان بأن "اسبانيا ستبقى في حالة انكماش حتى نهاية العام وفي 2013 في حين كانت التوقعات السابقة لفيتش تشير الى ان الاقتصاد سينعم بتحسن معتدل في 2013".
في الجهة المقابلة، صرح رئيس الوزراء الأسباني بأن بلاده سوف تنتظر نتائج المراجعة المستقلة لقطاعها المصرفي قبل طلب المساعدة الخارجية من الاتحاد الاوروبي و صندوق النقد الدولي لإعادة رسملة بنوكها التي لذي اضعفتها القروض العقارية المشكوك في تحصيلها منذ الفقاعة العقارية في العام 2008.
ذكرت مصادر إخبارية أسبانية ان تقرير صندوق النقد الدولي الذي سوف ينشر الاثنين قدر المبلغ اللازم لإعادة رسملة البنوك التي تعاني المشاكل المالية على الأقل 40 مليار يورو ، و تخصص لمجموعة من عشرة مصارف بينها بانكيا الذي تنوي الدولة الاسبانية انقاذه بمساعدة تاريخية تتجاوز 23 مليار يورو، ان التقرير من المقرر أن يحدد احتياجات القطاع المصرفي كاملا بما قيمته 90 مليار يورو لإنقاذ النظام المالي الاسباني.
ستتخذ مدريد خلال 15 يوما قرارا حول اعادة رسملة مصارفها وبالنتيجة حول طلب مساعدة دولي كما أكد وزير المالية الاسباني لويس دي غويندوس في البرلمان الاوروبي في بروكسل.
يواجه الاقتصاد الأسباني مرحلة انتقالية صعبة جدا وسط الارتفاع الكبير الذي تشهده تكاليف الاقتراض التي لا تزال فوق 6% و الذي يهدد التصنيف الائتماني للبلاد، و قدرتها على تمويل نفقاتها العامة، و مع الارتفاع الكبير في معدلات البطالة إلى 24.4% خلال الثلاثة أشهر المنتهية في آذار و هذا ما سوف يجعل من المهمة أصعب بكثير.
عزيزي القارئ، أن الضغوط السلبية تتزايد بشكل كبير على اليورو و الأسواق وسط الاحتمالات المتكررة بان أسبانيا سوف تطلب مساعدة خارجية لإعادة رسملة بنوكها المتعثرة ، و هذا من المتوقع أن يستمر تأثيره اليوم على اليورو الذي يتداول مقابل الدولار الأمريكي حاليا حول مستويات 1,2487 و سجل الأعلى عند مستويات 1,2574 و الأدنى عند 1,2478، لا بد من الاخذ بعين الاعتبار احتمالية التصحيح للأعلى لتقليص حجم الخسائر الكبيرة.