مدريد، 15 مارس/آذار (إفي): أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم الثلاثاء رفضه للتدخل العسكري في ليبيا لأنه سيزيد الوضع سوءا، كما انتقد تعامل العقيد الليبي معمر القذافي مع الأزمة الراهنة.
وفي مقابلة أجراها معه التليفزيون الإسباني، قال أحمدي نجاد "إذا لم يتدخلوا في شئون ليبيا فأنا أعتقد أن الشعب الليبي سيتمكن من تقرير مستقبله بنفسه، وأي تدخل غربي سيؤدي إلى تفاقم الوضع هناك".
وأشار إلى أن الأسلوب الذي يتبعه القذافي "غير مقبول"، مؤكدا أن "من يقصف شعبه ينبغي أن تتم محاكمته".
وشدد الرئيس الإيراني على أن ما تشهده الدول العربية حاليا هو رد فعل لما حدث في الماضي، مبينا أن "الوضع الراهن هو ثمار تدخل الولايات المتحدة وأوروبا في شئون المنطقة، ومع الأسف هم يواصلون هذا التدخل حاليا".
وقال إن بلاده لا تؤيد فكرة إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا، لأن هذا سيؤدي إلى تعقيد الوضع هناك، مؤكدا ضرورة احترام رأي الشعب في أي مكان بالعالم.
وأضاف "على الغرب أن يضع نظرته الاستعمارية جانبا، لأنه من الضروري الآن إجراء حوار مباشر مع الشعب الليبي وليس القيام بتدخل عسكري في الدولة العربية".
وعند سؤاله عما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية مطلع الشهر الجاري حول قيام إيران ببذل كل ما في وسعها من أجل التأثير على الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها العالم العربي، رد أحمدي نجاد بأن كلينتون هي من ينبغي عليها تبرير سبب هذا الاتهام وتعزيزه بالوثائق.
وكانت كلينتون قد أكدت خلال مداخلتها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي في الثاني من الشهر الجاري، أن "إيران ستفعل كل ما في وسعها للتأثير على نتائج الثورات العربية، وهو ما دفعها لإجراء اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع المعارضة في مصر واليمن والبحرين".
يذكر أن ليبيا تشهد انتفاضة شعبية اندلعت في 17 من الشهر الماضي بمختلف أنحاء البلاد، للمطالبة بسقوط نظام القذافي الحاكم منذ أكثر من 40 عاما.
وقامت كتائب القذافي باستخدام العنف لتفريق المتظاهرين حيث استهدفتهم عبر القصف الجوي، مما أدى إلى اقتراح بعض الدول لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وهو أمر يحظى بتأييد العديد منها مثل بريطانيا وفرنسا وجامعة الدول العربية.(إفي)