تقلصت صادرات كوريا الجنوبية الشهر الحالى، ما يعكس تباطؤاً كبيراً لصانعى الرقائق الإلكترونية فى ظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين التى تثير الشكوك حول قطاع التكنولوجيا.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن كوريا الجنوبية رابع أكبر اقتصاد فى آسيا يعتمد اعتماداً كبيراً على مبيعات المكونات الإلكترونية عالية التقنية مثل رقائق الكمبيوتر إلى الصين.
وتوفر بيانات التصدير الأولية للبلاد، إشارة مبكرة لتراجع سلسلة التوريد التكنولوجية فى المنطقة، والتى تخلفت العام الحالى بعد سنوات من النمو، وسط تباطؤ الاقتصاد الصينى وتزايد المخاوف بشأن النزاع التجارى بين أكبر اقتصادين فى العالم.
وتوقع المحللون والشركات حدوث انتعاش فى النصف الثانى من العام، إذ عمل صانعو الرقائق وعملائهم على رفع المخزونات مع تحسن النمو.
ومع ذلك، فإن التحسن البطئ لأسعار شرائح الذاكرة وعدم اليقين من الحرب التجارية قد تطمس تلك الصورة، وكشفت البيانات، أن إجمالى صادرات كوريا الجنوبية في أول 20 يومًا من شهر مايو بلغ 25.7 مليار دولار بانخفاض 11.7% عن 29.1 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضى، وبعد تراجع بنسبة 8.7% على أساس سنوى للبيانات الأولية فى أبريل الماضى.
وانخفضت صادرات أشباه الموصلات التى ارتفعت حوالى 30% في العام الماضى وتشكل 5 صادرات البلاد وتدهورت أكثر من انخفاضها بنحو 25% على أساس سنوى الشهر الماضى، وانخفضت الصادرات إلى الصين التى تمثل أكثر من ربع صادرات البلاد بنسبة 15.9% فى الفترة نفسها، ولايزال معظم المحللين يتوقعون تحسنًا فى قطاع الرقائق في وقت لاحق من العام الحالى، ولكن يبدو أن الآمال فى حدوث انتعاش قوي قد تلاشت.
وقال الخبير الاقتصادى فى “ناتيكسيس” في هونغ كونغ ،ترين نجوين، إن الاسوأ قد انتهى، ومن المرجح حدوث انتعاش فى الفترة المتبقية من العام.
وتأتى البيانات فى الوقت الذي تدور فيه الشكوك حول المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، إذ أعلن كلا الجانبين الشهر الحالى زيادة التعريفة الجمركية.
وأشار المحلل فى “جي بي مورغان” فى سيول، جيه جيه بارك، إلى أن ضعف أسعار شرائح الذاكرة استمر فى التأثير على صانعى الرقائق في كوريا الجنوبية فى أبريل ومايو.
وحذر من أن الزيادات التعريفية المقترحة يمكن أن تؤدى إلى ارتفاع أسعار المستهلكين وتراجع الطلب، وأضاف بارك: “لا أعتقد أنها مجرد قضية كوريا الجنوبية فقط حيث ستؤثر على سلاسل توريد التقنيات بأكملها على مستوى العالم”.
وقال الخبير الاقتصادي في كوريا الجنوبية فى “نومورا”، مينورو نوجيمورى، إن أحدث المنعطفات فى الحرب التجارية خلقت مخاطر انخفاض أكبر للنصف الثاني من عام 2019، وأضاف أن الأسواق تتطلع الآن إلى نتيجة الاجتماع بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونظيره الصينى شى جين بينغ، فى قمة مجموعة العشرين فى اليابان الشهر المقبل.