يتجلى تفاؤل المستثمرين، الذي يغذيه الاعتقاد في "الهبوط الناعم" للاقتصاد الأمريكي، في المستويات المنخفضة للتقلبات الضمنية في الأسهم والسندات والائتمان والعملات. وقد سمح هذا الهدوء لأسعار الأصول، بما في ذلك مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك، بالوصول إلى مستويات تاريخية. الرأي السائد هو أن الاحتياطي الفيدرالي سينجح في خفض التضخم نحو هدفه البالغ 2% ومن ثم خفض أسعار الفائدة لتجنب الركود، مع توقعات بأن تحذو البنوك المركزية الأخرى حذوه.
غير أن التقلبات المنخفضة قد أثارت تساؤلات حول التهاون المحتمل للسوق وخطر حدوث تصحيح مفاجئ. تُظهر الأمثلة التاريخية أن فترات التقلبات المنخفضة يمكن أن تسبق اضطرابات كبيرة في السوق، كما رأينا في أحداث سابقة مثل "Volmageddon" في فبراير 2018 والوباء في مارس 2020.
يشير ماندي شو، رئيس قسم معلومات سوق المشتقات في Cboe Global Markets (NYSE:CBOE)، إلى أن هدوء السوق الحالي قد يكون علامة على رضا المستثمرين إذا اعتقد المرء أن هناك عاصفة اقتصادية تختمر. على الرغم من ذلك، يبدو أن المستثمرين يستعدون لتحولات محتملة، حيث يسير حجم خيارات VIX على المسار الصحيح لتسجيل متوسط حجم التداول اليومي القياسي، متجاوزًا أرقام عامي 2023 و2022.
يقوم بعض المستثمرين بالتحوط ضد انعكاسات السوق من خلال الاحتفاظ بالنقد، حيث تبلغ قيمة صناديق أسواق المال حوالي 6 تريليون دولار أمريكي بعائدات تزيد عن 5% سنويًا، أو من خلال الاستثمار في الذهب، الذي شهد ارتفاعًا في الأسعار.
بلغت التقلبات في الائتمان من الدرجة الاستثمارية في الولايات المتحدة أدنى مستوياتها منذ بدء مؤشر VIXIG التابع لشركة Cboe في عام 2012. وأغلق مؤشر VIX، الذي يقيس التقلبات الضمنية في مؤشر S&P 500، عند أدنى مستوياته منذ عام 2019، كما أن مؤشر MOVE لسندات الخزانة الأمريكية عند أدنى مستوياته منذ فبراير/شباط 2022، قبل أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس.
وقد أعرب محللو جي بي مورغان، بما في ذلك الدب البارز ماركو كولانوفيتش، عن حذرهم، مشيرين إلى فروق أسعار الائتمان الضئيلة، وتقييمات الأسهم المرتفعة، وانخفاض التقلبات كأسباب لاتخاذ موقف دفاعي في السوق. في المقابل، قام مايك ويلسون من مورجان ستانلي مؤخرًا بزيادة توقعاته لمؤشر S&P 500 بنسبة 20%، مما أثار تكهنات حول قمم السوق.
من المرجح أن تكون التحولات في أسعار الفائدة، لا سيما التغييرات في سياسة الاحتياطي الفدرالي والاختلاف مع البنوك المركزية الأخرى، حافزًا لزيادة التقلبات. وقد شكك محللون من دويتشه بنك ومورغان ستانلي وبنك أوف أمريكا في استدامة التقارب الحالي في سياسات البنوك المركزية، والذي كان يكبح التقلبات ويؤثر على تداولات المناقلة.
ويتوقع محللو بنك أوف أمريكا أن تظل المناقلة استراتيجية سلبية ومثبطًا للتقلبات في الوقت الحالي، في حين يتوقع مورجان ستانلي عودة التباين في السياسات في النصف الثاني من العام، مما قد يؤدي إلى مزيد من الاضطراب في السوق.
أما في بريطانيا، فقد أدت أرقام التضخم غير المتوقعة وإعلان رئيس الوزراء البريطاني عن إجراء انتخابات عامة في 4 يوليو إلى ارتفاع التقلبات الضمنية لليورو/الاسترليني لمدة شهرين، وهي الزيادة الأكبر منذ أكثر من عام، على الرغم من انطلاقها من مستويات منخفضة تاريخيًا.
ساهمت رويترز في هذا المقال.هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.