القاهرة، 30 سبتمبر/أيلول (إفي): بدأ منذ الصباح الباكر توافد المئات إلى ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة استجابة للمشاركة في جمعة ما سمي بـ(استرداد الثورة) التي دعت إليها القوي السياسية.
وتأتي الدعوة لمليونية اليوم، المقرر إقامتها في الميادين العامة بالقاهرة والإسكندرية والسويس وعدد من المدن الكبرى، للمطالبة برفع حالة الطوارئ وتفعيل قانون العزل السياسي ووضع جدول زمني محدد للفترة الانتقالية وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية.
هذا في الوقت الذي أعلنت فيه جميع التيارات الإسلامية الرئيسية (الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والدعوة السلفية) مقاطعتها للمظاهرات عدا جماعة الجهاد وحزب الأصالة السلفي اللذان أعلنا مشاركتهما.
وأعلنت أغلب القوى الوطنية والأحزاب والحركات السياسية والمرشحين المحتملين للرئاسة المشاركة في مظاهرات اليوم، داعين كافة أطياف الشعب المصري للمشاركة أيضا من أجل إلغاء المحاكمات العسكرية وتعديل قانون الانتخابات.
فيما أعلن (اتحاد شباب الثورة) بإلغاء فرض حظر النشر على المحاكمات الخاصة برموز النظام السابق وقضية الشاب السكندري خالد سعيد الذي قتل على أيدي رجال الشرطة في ظل وزارة حبيب العادلي الذي يحاكم الآن مع الرئيس السابق حسني مبارك بتهم قتل المتظاهرين.
وأوضح الاتحاد فى بيان له الخميس أنه "يدرس إعلان الاعتصام في الميادين الرئيسية لحين إعلان المجلس العسكري عن جدول زمنى لتسليم السلطة للمدنيين"، إلى جانب المطالب السالفة الذكر.
وكان المجلس العسكري الحاكم قد حذر الليلة الماضية القوى السياسية التي أعلنت عن تنظيم التظاهرة من "أي تجاوزات ضد وحدات القوات المسلحة أو المنشآت العامة".
وفي بيان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، شدد المجلس، الذي يدير شئون مصر منذ تنحي مبارك في 11 فبراير/شباط الماضي إثر موجة احتجاجات شعبية، على أنه "سيتم التعامل بمنتهى الشدة والحزم إزاء أي تهديد للأمن القومي".
وأشار إلى "الحذر والحيطة من العناصر التي تعمل على زعزعة الاستقرار خلال هذه المرحلة حتى تعيق إجراءات التحول الديمقراطي والتي بدأت أولى خطواتها بالدعوة لانتخابات مجلسي الشعب والشورى".
وحمّل المجلس العسكري القوى السياسية المشاركة مسئولية تنظيم التظاهرة وتأمينها، وقال "إن وحدات الجيش والشرطة ستكون بعيدة عن ميدان التحرير يوم الجمعة".
وتواصل غالبية القوى السياسية حشد أعضائها للمشاركة في مليونية اليوم، واستبق المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الدكتور محمد سليم العوا الجميع ووقف على أحد جانبي ميدان التحرير، يحث المارة على الاحتشاد.
وقال العوا إنه جاء إلى ميدان التحرير "لإستعادة روح الثورة، والتأكيد على مشروعية مطالبها".
يذكر أن المتظاهرين احتجوا في 16 الجاري على استمرار العمل بقانون الطوارىء، وطالبوا بعودة الأمن والأمان للشارع المصرى وتطبيق القانون على الجميع بالتساوى واستكمال باقى مطالب الثورة التى أكدت عليها القوى السياسية فى جمعة سابقة تحمل اسم (تصحيح المسار).
ويبرز من بين مطالب مليونية اليوم أيضا "تقنين أوضاع العاملين في جميع القطاعات بشكل يضمن العدالة الاجتماعية، وإسقاط ديون الفلاحين، ومنح الحكومة صلاحيات لإدارة القطاع الإداري للدولة بعيدا عن سطوة العسكريين".
ورغم أن الحركات والقوى السياسية المشاركة أكدت على أن التظاهرات لن يتبعها اعتصام في ميدان التحرير وترك مهلة أسبوع لحين تنفيذ المطالب إلا أن صفحة (ثورة الغضب المصرية الثانية) دعت إلى "الاعتصام" حتى تنفيذ كافة المطالب.(إفي)